في ظل التوترات المتصاعدة بين الولايات المتحدة والصين، أبدى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداده للقاء نظيره الصيني شي جين بينج، في خطوة يأمل الطرفان أن تُمهد الطريق لتحسين العلاقات بين القوتين الاقتصاديتين، ومع ذلك، يبدو أن ترتيب هذا الاجتماع يواجه عقبات كبيرة، وسط الخلافات التجارية والسياسية العميقة بين البلدين.
قمة رئاسية مرتقبة
رغم أن مسؤولين صينيين يرون أن أي تحسن في العلاقات بين واشنطن وبكين لا يمكن أن يتحقق دون لقاء مباشر بين رئيسي البلدين، إلا أنهم يتعاملون بحذر مع فكرة عقد القمة، وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إن هذا الحذر نابع من سياسة ترامب غير المتوقعة، التي تسببت في صدمات متكررة للصين، سواء من خلال فرض رسوم جمركية جديدة، أو عبر مواقفه الصارمة في قضايا مثل أوكرانيا وجرينلاند.
وبحسب السيناتور الجمهوري ستيف داينز، الذي زار بكين هذا الشهر، كممثل غير رسمي عن إدارة ترامب، فإن القمة الرئاسية قد تُعقد بحلول نهاية العام، غير أن هذا الجدول الزمني يعتبر أبطأ مما توقعه العديد من المسؤولين الأمريكيين، بحسب الصحيفة الأمريكية.
عراقيل أمام القمة
من جانبهم، أعرب المسؤولون الصينيون عن تحفظهم إزاء تحديد موعد للقمة دون التوصل أولًا إلى اتفاق شامل بين البلدين يضمن استقرار العلاقات التجارية حتى نهاية ولاية ترامب.
وفي هذا الصدد، قال وو شينبو، عميد معهد الدراسات الدولية بجامعة فودان في شنجهاي: "الصين ترى أن إدارة ترامب لم تحدد بعد استراتيجية واضحة للتعامل معها والتوصل إلى اتفاق دائم".
وأشار "وو" إلى أن بكين تنتظر إشارات أكثر إيجابية من الإدارة الأمريكية قبل الالتزام بعقد اجتماع قمة.
التوترات التجارية
وتزداد الأمور تعقيدًا مع استعداد ترامب لفرض جولة جديدة من الرسوم الجمركية، ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في الحرب التجارية، حسبما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وردت الصين سابقًا على الرسوم الأمريكية بفرض ضرائب إضافية على الواردات الأمريكية من الوقود الأحفوري والمنتجات الزراعية، ما أثر بشدة على قطاع المزارع الأمريكي.
وفي خطوة أخرى قد تزيد من التوترات، قررت الصين، تعليق استيراد لحوم الأبقار الأمريكية سابقًا، ما وجّه ضربة قوية لقطاع الماشية الأمريكي، خاصة أن بكين كانت تستورد لحومًا بقيمة مليار دولار سنويًا، معظمها من ولاية مونتانا، التي يمثلها السيناتور داينز. وأدى انتهاء صلاحية تراخيص التصدير الأمريكية إلى انخفاض الصادرات بشكل حاد من 2000 طن أسبوعيًا إلى 54 طنًا، بحسب "نيويورك تايمز".
ردود الفعل
وفي محاولته لمعالجة الأزمة، ناقش السيناتور داينز، هذه القضية مباشرة مع نائب رئيس الوزراء الصيني للشؤون الاقتصادية، هي لي فنج، مطالبًا بكين بإعادة النظر في قرارها، لكن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية نفى علمه بأي نزاع حول تراخيص تصدير اللحوم، ما يشير إلى أن القضية قد تبقى دون حل في المستقبل القريب.
وفي الوقت ذاته، لا تزال هناك احتمالات لعقد اجتماع بين ترامب وشي جين بينج، على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، سبتمبر، ووفقًا لبعض الخبراء الصينيين المطلعين على المفاوضات. ومع ذلك، فإن نجاح هذا الاجتماع يعتمد على تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الثنائية قبل ذلك.