مع اشتعال سباق الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والصين، يبدو أن أوروبا لا تريد أن تبقى بعيدًا عن السباق، بحسب "بوليتيكو".
واستضافت باريس قمة الذكاء الاصطناعي، إذ اجتمع قادة الحكومات وكبار المسؤولين التنفيذيين في مجال التكنولوجيا والخبراء الأكاديميون لمناقشة الآمال المحيطة بالذكاء الاصطناعي، فضلًا عن المخاوف من الاضطرابات الاقتصادية والمجتمعية التي غذتها التكنولوجيا سريعة التطور.
أوروبا تعود للسباق
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في تعاون بين فرنسا والهند لعقد القمة: "لقد عدنا إلى السباق"، وأكد أن تطوير الذكاء الاصطناعي يكون في خدمة الإنسانية ومنظمًا للحماية من المزالق الخطيرة، لكنه حث أوروبا أيضًا على خفض البيروقراطية، وتعزيز المزيد من الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي والاستثمار في قدرات الحوسبة.
ترى فرنسا أن القمة تمثل لحظة حاسمة لتحفيز الاستثمار في الذكاء الاصطناعي في أوروبا، وإشراك المستهلكين في التكنولوجيا سريعة الحركة ووضع أوروبا كمنافس رئيسي، وليس مجرد جهة تنظيمية رائدة في منافسة عالمية، حيث تعد الولايات المتحدة والصين حتى الآن أكبر اللاعبين.
غياب إيلون ماسك
وغاب إيلون ماسك لحضور قمة الذكاء الاصطناعي التي ينظمها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس شخصيًا.
وقال ملياردير التكنولوجيا إنه لم يتمكن من الحضور؛ لأنه كان في منتصف "عمل حاسم في واشنطن العاصمة"، لكنه عرض المشاركة عبر الفيديو.
ومن بين الضيوف البارزين الذين سيحضرون المؤتمر، رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ونائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ومن المقرر أن يلقي فانس وفون دير لاين كلمة يوم الثلاثاء.
109 مليارات يورو ردًا على ترامب
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن خطة بقيمة 109 مليارات يورو لتعزيز الذكاء الاصطناعي في فرنسا في السنوات المقبلة.
ومن المتوقع أن يأتي جزء من هذه الأموال من مستثمرين أجانب ومن القطاع الخاص.
وقدم ماكرون الخطة الفرنسية؛ ردًا على مبادرة بقيمة 500 مليار يورو أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي تحت مسمى "ستارجيت"، وزعم ماكرون أن الخطة الفرنسية طموحة بقدر الخطة الأمريكية عندما يتعلق الأمر بالاستثمار للفرد الواحد.
وصدمت الصين عالم التكنولوجيا بشركة "ديب سيك"، وهي شركة طورت ذكاء اصطناعي قويًا بجزء بسيط من تكلفة نظيراتها الأمريكية.
خوارزميات الذكاء الاصطناعي
حتى لو لم تتمكن فرنسا من إتقان كل التكنولوجيا اللازمة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي، فيجب عليها إنشاء خوارزمياتها الخاصة، هذا ما قاله رئيس الذكاء الاصطناعي في الجيش الفرنسي.
وقال بيرتراند روندبيير، مدير الوكالة الوزارية الفرنسية للذكاء الاصطناعي العسكري، في مقابلة: "يتعين علينا القيام بكل ما يتعلق بالخوارزميات والتدريب والنماذج، إنها الأساسيات. وإلا، فلا جدوى من إنشاء وكالة".
وأضاف أن القدرة على تصميم الخوارزميات "غير قابلة للتفاوض"، في إشارة إلى التعليمات أو القواعد التي تمكن أجهزة الكمبيوتر من التعرف على الأنماط وفهم اللغة الطبيعية وحل المشكلات واتخاذ القرارات.