الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ظهر خلال احتجاجات بلجراد.. تكهنات باستخدام سلاح غير قانوني في صربيا

  • مشاركة :
post-title
صورة توضح جهاز LRAD الذي استخدمته الشرطة الصربية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

في مشهد غير مسبوق خلال الاحتجاجات التي تشهدها صربيا، اندلعت حالة من الذعر بين آلاف المتظاهرين في العاصمة بلجراد، عقب سماع صوت غامض أثار موجة هلع مفاجئة.

الواقعة، التي جرت خلال مسيرة صامتة لإحياء ذكرى ضحايا حادث انهيار محطة قطارات، نوفمبر الماضي، أثارت تساؤلات حول ما إذا كانت السلطات استخدمت سلاحًا صوتيًا لقمع المحتجين، رغم أن هذه الأجهزة محظورة قانونيًا في صربيا.

صوت "من الجحيم"

كانت الصمت يعم مكان التظاهرات عندما سُمع فجأة صوت غريب وُصِف بأنه "صوت من الجحيم"، ما دفع الحشود إلى الهروب بسرعة باتجاه الأرصفة بحثًا عن الأمان، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.

وتقول إيفانا إيليتش سوندريتش، إحدى المشاركات في المسيرة: "كان صوتًا خافتًا لكنه غير مألوف ومخيف جدًا، استمر لثوانٍ قليلة لكنه تسبب في حالة من الذعر الجماعي".

وأظهر مقطع فيديو لوكالة "أسوشيتد برس" آلاف المحتجين وهم يرفعون هواتفهم المضاءة في صمت، قبل أن يتملكهم الذعر فجأة ويهرعوا بعيدًا، بينما يُسمع صوت "صفير قوي" في الخلفية.

إنكار حكومي

ومع تصاعد الجدل، اتهم ناشطون ومنظمات حقوقية السلطات باستخدام جهاز LRAD الأمريكي الصنع، وهو نظام صوتي بعيد المدى يُستخدم عادة للتحكم في الحشود، ويُعرف بقدرته على إحداث آلام حادة في الأذن ودوار وفقدان توازن، وقد يؤدي أحيانًا إلى تلف دائم في السمع.

في البداية، نفت السلطات امتلاكها لهذا النوع من الأجهزة، لكن بعد ظهور صور تُظهر جهازًا مشبوهًا مثبتًا على مركبة عسكرية في أثناء الاحتجاجات، اعترف مسؤولون بامتلاكهم مثل هذه المعدات، لكنهم أكدوا أنها تُستخدم فقط "لتحذير الحشود"، وليست أسلحة صوتية.

ودافع وزير الداخلية الصربي، إيفيتسا داتشيتش، عن موقف الحكومة، قائلًا: "لم تستخدم الشرطة أي جهاز غير قانوني أو محظور، ولم يتم توجيه أي سلاح صوتي ضد المتظاهرين".

ووصف الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الاتهامات بأنها "أكاذيب مفبركة" تهدف إلى زعزعة استقرار حكومته.

تحقيقات دولية مطلوبة

رغم نفي السلطات، أفاد مئات المتظاهرين لاحقًا بشعورهم بآلام في الرأس، ودوار، وضغط في الأذنين، وغثيان. 

وقال ساشا تسفركوفيتش، وهو طالب علوم سياسية كان في المسيرة: "شعرت كأن طائرة نفاثة مرت بجواري، كان الأمر مخيفًا، وأصيب شاب بكسر في ساقه نتيجة التدافع".

وظهرت تقارير تفيد بتعرض الأطباء في المستشفيات الصربية لضغوط من السلطات، لمنع تسجيل الحالات الصحية الناتجة عن الحادثة، بحسب الوكالة الأمريكية.

وفي هذا الصدد، أعلن مركز بلجراد للسياسات الأمنية - مركز أبحاث مستقل - أن الأدلة تشير إلى احتمال "مرتفع جدًا" لاستخدام سلاح صوتي.

وأطلقت المعارضة الصربية عريضة إلكترونية جمعت أكثر من نصف مليون توقيع، مطالبة الأمم المتحدة ومجلس أوروبا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفتح تحقيق دولي بالواقعة.

وأعلنت عدة منظمات حقوقية صربية أنها تقدمت بشكوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، بعدما جمعت أكثر من 4.000 شهادة من أشخاص عانوا مشكلات صحية بعد المظاهرة.

وسوم :صربيا