استقالت الحكومة الصربية بقيادة رئيس الوزراء ميلوش فوتشفيتش، اليوم الأربعاء، في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس ألكسندر فوتشيتش أنه قد يدعو إلى انتخابات جديدة في أوائل يونيو المقبل.
ورغم أن فوتشفيتش أعلن عن نيته الاستقالة في أواخر يناير الماضي، إلا أن برلمان بلجراد أكد الاستقالة بعد أسابيع فقط، بعد وقت قصير من اندلاع أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ عقود؛ كما أشارت النسخة الأوروبية لصحيفة "بوليتيكو".
وتفتح استقالة رئيس الوزراء -رئيس الحزب التقدمي الصربي الحاكم وحليف الرئيس ألكسندر فوشيتش- مهلة مدتها 30 يومًا لتشكيل حكومة جديدة أو الدعوة إلى انتخابات مبكرة، وسط أزمة سياسية تشهدها البلاد.
وبحسب الدستور الصربي، يتعين على الرئيس فوتشيتش ترشيح رئيس وزراء جديد خلال 30 يومًا لقيادة الحكومة حتى الانتخابات المقررة في 2027، وفي حال فشل ذلك، ستُجرى انتخابات مبكرة خلال 45 إلى 60 يومًا.
وقال الرئيس الصربي، الأحد الماضي، إنه إذا لم يتم تشكيل حكومة جديدة خلال فترة الـ30 يومًا من استقالة فوتشفيتش، فإنه سيدعو إلى انتخابات مبكرة في البلاد. والتي من المرجح أن تجرى في الثامن من يونيو المقبل، بعد عام ونصف فقط من الانتخابات العامة الأخيرة في صربيا.
وقالت رئيسة البرلمان آنا برنابيتش: "البرلمان أقر استقالة رئيس الوزراء، وانتهى تفويض الحكومة، والموعد النهائي لتشكيل حكومة جديدة هو منتصف ليل 18 أبريل".
غضب شعبي
في أعقاب انهيار محطة القطار التي تم تجديدها أخيرًا في "نوفي ساد" في نوفمبر الماضي، الذي تسبب في مقتل 15 شخصًا، اتخذ فوتشيتش عدة خطوات لصرف ضغط الغضب الشعبي، لكنها لم تبد ذات جدوى.
وحسب تقرير "بوليتيكو"، يعتقد المتظاهرون أن الانهيار كان بسبب الفساد، والعقود المكتوبة بشكل سيئ (شروطها ومعاييرها هزيلة) ونقص الإشراف من قبل الخبراء خلال تحديث المحطة كجزء من مبادرة "الحزام والطريق" الصينية.
والسبت الماضي، توافد ما لا يقل عن 100 ألف شخص من جميع أنحاء البلاد إلى العاصمة الصربية بلجراد، لمطالبة الحكومة بمعالجة الفساد بجدية أكبر.
وزعم فوتيشيتش أن هذه الحركة تستهدفه مباشرةً، رغم أن احتمالات كونها تستهدف الإطاحة بالرئيس ضئيلة.
وعلى الرغم من أن العديد من المسؤولين المحليين والوطنيين -بما في ذلك الآن الحكومة الصربية بأكملها- قد استقالوا في أعقاب الغضب العام، فإن المتظاهرين ما زالوا غير راضين، حيث لم يتم تلبية مطالبهم بالإفراج عن الوثائق الكاملة لبرنامج تجديد السكك الحديدية في صربيا رسميًا إلا بملفات "محررة" بشكل كبير؛ وفق "بوليتيكو".