الطاقة النظيفة.. تحدي العالم سعيًا للوصول إلى صفر انبعاثات حماية لكوكبنا، ويعتبر الليثيوم (أحد أهم مكونات البطاريات التي تمد الكثير من الأجهزة بالطاقة ما يؤدي إلى تخفيض الاستهلاك العالمي للوقود الحفري) هدفًا للعديد من الدول التي تسعى للتعدين عنه، إلا أن مشكلة تلويثه للبيئة تظل محل جدل.
وتمتلك صربيا أكبر رواسب الليثيوم في أوروبا، ووافقت الحكومة في بلجراد على عملية التعدين، في يوليو الماضي، في ظل وعودها بأن تكون عملية الاستخراج صديقة للبيئة، وسط تشكيك كبير من المعارضة، بحسب مجلة "دير شبيجل".
احتجاجات بلجراد
تظاهر آلاف الأشخاص ضد خطط استخراج الليثيوم في العاصمة الصربية بلجراد، ويريدون منع تعدين المعدن الخفيف في جادارتال غرب البلاد، إذ توجد أكبر رواسب الليثيوم في أوروبا هناك؛ المستخدم في صناعة السيارات الكهربائية. كما احتل بعض المتظاهرين المسارات في محطتي قطار في بلجراد وأوقفوا حركة القطارات.
تدمير المياه الجوفية
وينظر أنصار البيئة إلى المعدن، المعروف أيضًا باسم الذهب الأبيض، على أنه شديد السمية ومضر بالبيئة، بسبب أن التعدين يلوث المياه الجوفية بالمعادن الثقيلة وبالتالي يشكل خطرًا على إمدادات مياه الشرب للسكان المحليين.
تظاهرات في 40 مدينة
ونظمت منظمات مختلفة لحماية البيئة الاحتجاجات تحت شعار "لن تكون هناك ألغام"، وفي الأيام القليلة الماضية، تظاهر عدد كبير من الأشخاص ضد تلك الخطط في أكثر من 40 مدينة صربية، وتم الإعلان عن المزيد من الإغلاقات المرورية في البلاد خلال الأيام المقبلة.
وهذه ليست الاحتجاجات الأولى ضد تعدين الليثيوم في صربيا، وقبل عامين، أوقفت الحكومة خططها مؤقتا بعد ضغوط من دعاة حماية البيئة، وفي يوليو من هذا العام، أعطت بلجراد الضوء الأخضر للتمويل.
ووقعت حكومة صربيا إعلان نوايا مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية ماروس سيفكوفيتش في بلجراد يوم 19 يوليو بحضور المستشار الألماني أولاف شولتس، والذي يهدف إلى تمكين الإنتاج الصديق للبيئة للمعدن الخفيف، الذي يتم البحث عنه بشدة في جميع أنحاء العالم.
تريد ألمانيا والاتحاد الأوروبي استخدام المشروع لتقليل اعتمادهما على الشحنات القادمة من الصين. تسيطر الجمهورية الشعبية على جزء كبير من تعدين ومعالجة الليثيوم في جميع أنحاء العالم.
أوروبا والحاجة للصين
وفي خطاب ألقته نهاية مارس 2024، حذرت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، من اعتماد الأوروبيين الكبير على الصين في الحصول على الليثيوم، الذي يتم استيراد 97% منه من بكين.
وقالت فون دير لاين: "البطاريات التي تشغل سياراتنا الكهربائية ستزيد الطلب على الليثيوم 17 ضعفًا بحلول عام 2050".
وبدورها حذر روبرت هابيك، وزير الاقتصاد الألماني، يوليو 2023، من أنه إذا حدت الصين من تصدير الليثيوم، "فستكون هناك مشكلة حقيقية".
الذهب الأبيض
ويوصف الليثيوم بأنه المادة "التي يصنع منها المستقبل" و"الذهب الأبيض" و"نفط القرن الحادي والعشرين"، إذ إنه معدن فائق الجودة، وهو الأخف وزنًا في الجدول الدوري للمعادن، ويتمتع بأعلى إمكانات كهروكيميائية وأعلى سعة حرارية نوعية للمواد الصلبة، وتهدف تقنية الليثيوم أيون إلى تحقيق انتقال الطاقة والتنقل الكهربائي.