في ظل تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، برز قطاع الذكاء الاصطناعي في الصين كعامل محوري يمكن أن يخفف من تأثير التعريفات الجمركية الأمريكية ويعزز النمو الاقتصادي للبلاد.
سبق وتبنت الصين تحديدًا، عام 2017، خطة لدعم الابتكار التكنولوجي وتطوير الذكاء الاصطناعي، ما كان له دور كبير في دخول البلاد إلى مصاف الدول الرائدة في هذا المجال.
وخلال الأيام الأخيرة، استقطب تطبيق "ديب سيك" الصيني، أنظار العالم أجمع، نظرًا لما يقدمه من خدمات تشبه تلك التي يقدمها الأمريكيون.
الاستثمار في الذكاء الاصطناعي
وتسعى الصين إلى تعزيز قدراتها في مجال الذكاء الاصطناعي على حد وصف شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، من خلال استثمارات كبيرة في البحث والتطوير، إضافة إلى تقديم دعم حكومي للشركات الناشئة والمبتكرة في هذا المجال.
وتهدف هذه الجهود إلى تقليل الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية وتعزيز الاستقلالية التكنولوجية. على سبيل المثال، حققت شركة DeepSeek تقدمًا ملحوظًا في تطوير نماذج لغوية متقدمة، ما يعكس قدرة الصين على الابتكار رغم العقوبات والتحديات الخارجية، بحسب الشبكة الأمريكية.
التعاون الدولي
وبالرغم من التوترات التجارية، قال بعض الخبراء لصحيفة "جلوبال تايمز" الصينية، إن هناك حاجة ملحة لتعزيز التعاون بين الصين والولايات المتحدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
في هذا الصدد، أكد ستيفن أورلينز، رئيس اللجنة الوطنية للعلاقات الأمريكية الصينية، أهمية هذا التعاون لتجنب الازدواجية في الجهود وتعزيز التقدم التكنولوجي المشترك.
ويأتي ذلك في وقت تفرض فيه واشنطن عقوبات متعددة على الصين، معربة عن مخاوفها بشأن التطبيقات العسكرية المحتملة لتطوير الذكاء الاصطناعي، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
"صنع في الصين 2025"
وتقول صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج، إن مبادرة "صنع في الصين 2025" تسعى إلى تعزيز مكانة البلاد كقوة صناعية رائدة، من خلال التركيز على تطوير تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي.
ورغم العقوبات والضغوط الخارجية، حققت الصين تقدمًا ملحوظًا في العديد من المجالات التكنولوجية، ما يشير إلى فعالية هذه المبادرة في تعزيز القدرات التكنولوجية للبلاد.
التحديات المحتملة
ومع استمرار الصين في تعزيز قطاع الذكاء الاصطناعي، يُتوقع أن يسهم هذا القطاع بشكل كبير في تخفيف تأثير التعريفات الجمركية وتعزيز النمو الاقتصادي. ومع ذلك، تظل هناك تحديات تتعلق بالتعاون الدولي والتوترات التجارية التي قد تؤثر على مسار التقدم التكنولوجي، بحسب شبكة "إن بي سي".