الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ساحة حرب مفتوحة.. معركة الذكاء الاصطناعي بين ماسك وألتمان

  • مشاركة :
post-title
ماسك وألتمان

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في عالم تسوده الابتكارات المتسارعة، تندلع واحدة من أشرس المعارك بين عمالقة التكنولوجيا، قد تعيد تشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وفي قلب هذا الصراع، يقف إيلون ماسك وسام ألتمان، في مواجهة تحمل أبعادًا تتجاوز مجرد المنافسة التقليدية، لتصل إلى محاولة السيطرة على واحدة من أقوى التقنيات في العالم.

بحسب تقرير لموقع "أكسيوس" الأمريكي، يسعى "ماسك" لانتزاع الهيمنة من "ألتمان" عبر عرض مالي ضخم، في خطوة تعكس صراع القوى على مستقبل الذكاء الاصطناعي.

عرض ماسك

كشف التقرير أن إيلون ماسك تقدم بعرض مالي ضخم بلغت قيمته 97.4 مليار دولار للاستحواذ على الأصول الربحية لشركة OpenAI، في خطوة تأتي وسط جهود ألتمان لفصل هذه الأصول عن الكيان غير الربحي للشركة.

ويرى محللون أن هذه الخطوة تحمل أبعادًا متعددة، إذ إنها ليست مجرد عرض مالي، بل جزء من استراتيجية أكبر تتضمن تصفية حسابات شخصية، ومحاولة لتعزيز مكانة ماسك في قمة مشهد الذكاء الاصطناعي العالمي، بالتزامن مع تطورات سياسية واقتصادية مهمة.

ماسك الرابح بأي حال

يشير التقرير إلى أن ماسك، سواء نجح في الاستحواذ أم لا، فإنه خرج بمكاسب واضحة من هذه المعركة، أبرزها إرباك خطط منافسه ألتمان، ووضع OpenAI تحت ضغوط متزايدة.

وعلى الرغم من أن استحواذ ماسك على الأصول يبدو أمرًا غير مرجح نظرًا للقيود التنظيمية والهيكلية للشركة، فإن مجرد تقديم العرض يمثل تحركًا استراتيجيًا ذكيًا لإضعاف موقف ألتمان وفتح المجال أمام فرص مستقبلية لفرض النفوذ.

ويلقي التقرير الضوء على سياق أوسع لهذا النزاع، إذ يشير إلى أن مجلس إدارة OpenAI ليس ملزمًا بقبول العرض الأكثر ربحية، بل تدفعه رؤية أوسع تتعلق بمهمته وأهدافه طويلة المدى.

ومن المفارقات أن الشخص نفسه الذي ترأس مجلس إدارة تويتر عندما استحوذ عليه ماسك، بريت تايلور، هو من يقود الآن مجلس إدارة OpenAI، ما يضيف بُعدًا شخصيًا للصراع.

سجال بين ماسك وألتمان

عندما انتشرت أخبار عرض ماسك خلال قمة الذكاء الاصطناعي في باريس، كان ألتمان حاضرًا في حفل عشاء وجلس بالقرب من نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، وعقب انتشار الخبر، نشر تغريدة ساخرة قال فيها:

"لا شكرًا، لكننا سنشتري تويتر مقابل 9.74 مليار دولار إذا أردت".

وجاء رد ماسك سريعًا ومقتضبًا، حيث كتب ببساطة: "محتال"، هذه المناوشة العلنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تعكس حدة التوتر بين الرجلين، وتظهر كيف أصبحت المنافسة في قطاع التكنولوجيا ساحة حرب مفتوحة، تمتد من قاعات الاجتماعات إلى منصات التواصل الاجتماعي.

البُعد السياسي

يشير تقرير "أكسيوس" إلى أن أحد أول القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند توليه المنصب كان إطلاق مشروع Stargate، وهو مبادرة ضخمة بقيمة 500 مليار دولار لتطوير البنية التحتية الخاصة بالذكاء الاصطناعي، الذي كان من المقرر أن تلعب OpenAI دورًا محوريًا فيه.

وعارض ماسك المشروع بشدة، زاعمًا أن أيا من الأطراف المعنية لا يمتلك التمويل الكافي لإنجازه، ومع ذلك، يرى مراقبون أن أي استحواذ محتمل لماسك على OpenAI قد يؤدي إلى تشابك مصالحه التجارية مع الحكومة، ما قد يخلق تحولات استراتيجية غير متوقعة في صناعة التكنولوجيا.

من غير المرجّح أن يحسم هذا النزاع قريبًا، لكنه يكشف بوضوح كيف أصبحت التكنولوجيا ميدانًا لصراعات النفوذ والقوة، حيث لا تقتصر المنافسة على الإبداع التقني فقط، بل تمتد لتشمل الأموال والسياسة والطموحات الشخصية.