ساهم تعهد دوج فورد، رئيس حكومة مقاطعة أونتاريو، أكبر مقاطعة من حيث عدد السكان في كندا، بالعمل مع جميع الأطراف السياسية في محاربة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعادة انتخابه لولاية ثالثة.
توقعت هيئة الإذاعة الكندية فوزًا ساحقًا للمحافظين التقدميين، بنسبة 43% من الأصوات في المقاطعة التي يبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة، والتي تمثل حوالي 40 % من سكان كندا، والتي تعد موطنًا لبعض الصناعات الرئيسية في البلاد، بما في ذلك صناعة السيارات والتصنيع والتكنولوجيا.
وتركز السباق الانتخابي في أونتاريو، إلى حد كبير حول السؤال حول أي مرشح سيكون أكثر قدرة على حماية الاقتصاد في مواجهة التعريفات الجمركية.
وقال فورد: "بينما نواجه تهديد الرسوم الجمركية التي فرضها دونالد ترامب، سأعمل مع كل مستوى من مستويات الحكومة وكل التيارات السياسية، إذ إن محاربة الرئيس الأمريكي والدفاع عن كندا، سيتطلبان جهدًا كاملاً من فريق أونتاريو".
وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن ترامب قلب الديناميكية الانتخابية في كندا رأسًا على عقب. قائلة إنه "تم تصوير تهديداته ضد كندا - بما في ذلك فرض تعريفات جمركية ساحقة على الصادرات الكندية وضم البلاد - كقضية انتخابية حاسمة في أونتاريو.
وارتدى فورد قبعة مكتوب عليها "كندا ليست للبيع" وقام برحلتين إلى واشنطن العاصمة خلال الحملة الانتخابية لتقديم قضيته ضد الرسوم الجمركية الأمريكية.
وقد هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على البضائع القادمة من كندا والمكسيك. وسوف تتأثر أونتاريو، وهي منطقة تصنيع رئيسية تصدر إلى الولايات المتحدة، بشكل خاص.
وفي وقت سابق، قال ترامب إنه يستطيع استخدام القوة الاقتصادية لجعل كندا الولاية رقم 51. ويهيمن الرئيس الأمريكي على السياسة الكندية على المستويين الإقليمي والوطني.
ودعا فورد إلى إجراء انتخابات قبل أكثر من عام من موعدها، سعيًا إلى الحصول على تفويض أقوى لمحاربة الرسوم الجمركية التي هدد بها ترامب ضد كندا، على الرغم من أنه كان لديه بالفعل حكومة أغلبية في الهيئة التشريعية الإقليمية.
ووفقًا لوكالة "رويترز"، قالت لورا ستيفنسون، أستاذة السياسة بجامعة ويسترن، إن الدعوة إلى الانتخابات كانت رهان فورد للفوز بأغلبية أخرى.
وكافح منافسو فورد لتركيز انتباه الناخبين على التحديات التي تواجه المقاطعة، إذ تكافح المقاطعة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في كندا، والتي تضم 35٪ من السكان الوطنيين، لتوفير الرعاية الصحية الكافية لأكثر من 14 مليون نسمة.
إلى جانب ذلك، يفتقر حوالي 2.5 مليون من سكان أونتاريو إلى مقدم رعاية أولية، ارتفاعًا من 1.8 مليون في عام 2020.
وذكرت سمرا سيفي أستاذة السياسة بجامعة تورنتو "إن هذه النتائج تُظهر كيف يمكن للعوامل الخارجية - مثل رسوم ترامب الجمركية - أن تشكل بشكل كبير المناخ السياسي وأولويات الناخبين".
يُذكر أن تعريفات ترامب الجمركية ستتسبب في ضربة مؤلمة للغاية للمقاطعة، بما في ذلك خسائر كبيرة في الوظائف.