الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"كندا أولا".. المحافظون يستعدون لمواجهة ترامب

  • مشاركة :
post-title
زعيم حزب المحافظين الكندي بيير بويليفري خلال الفعالية في أوتاوا

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

استغل زعيم حزب المحافظين الكندي، بيير بويليفري، تجمعًا جماهيريًا في أوتاوا، أمس السبت؛ لإيصال رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ حذر خلالها من أنه مستعد للدفاع عن الكنديين ضده "بأي ثمن".

وقال بويليفري: "دعوني أوضح الأمر: لن نكون أبدًا الولاية رقم 51، سنتحمل أي عبء وندفع أي ثمن لحماية سيادة واستقلال بلدنا"، كما نقلت عنه "بوليتيكو".

وبينما كان من المتوقع أن يفوز الزعيم الشعبوي بالانتخابات الفيدرالية المقبلة في كندا -والتي قد تنطلق في الربيع- لكن السباق أصبح معقدًا؛ بسبب عودة ترامب إلى البيت الأبيض، وقرار رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو بالتنحي بمجرد اختيار حزبه الليبرالي لزعيم جديد الشهر المقبل.

صديق حاقد

خلال حديثه، استخدم بويليفري تجمع "يوم العلم" -حيث يصادف 15 فبراير الذكرى الستين لاعتماد ورقة القيقب رمزًا لعلم كندا- لإعادة تهيئة حملته ردًا على التهديدات الأمريكية بالرسوم الجمركية، والتي أربكت المشهد السياسي في البلاد.

وفي البداية، كان بويليفري يركز حملته حول "التغيير" على إلغاء سياسة ترودو المتعلقة بالكربون، ولكن منذ بداية الحرب التجارية التي شنها ترامب، برز سؤال جديد في صناديق الاقتراع، حول هوية الزعيم الكندي الذي سيدافع بشكل أفضل عن مصالح بلاده ضد الولايات المتحدة.

وكان ترامب تعهد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا؛ ما جعل بويليفري يقول: "نحن بطيئون في الغضب وسريعون في التسامح، ولكن لا تخلطوا بين لطفنا وضعفنا، نحن طيبون ولكن مصنوعون من الفولاذ".

وفي تجمعه الذي حمل شعار "كندا أولًا" -على غرار شعار حملة ترامب الانتخابية- تناول الزعيم الكندي المحافظ المسألة بشكل مباشر، فعرض رؤيته للبلاد إذا أصبح رئيسًا للوزراء، بينما اعتمد بشكل كبير على الرموز الكندية وتاريخها.

ووعد بويليفري بـ "إنهاء ثقافة الإلغاء"، واستعادة المعالم الوطنية وجعل تشويهها جريمة جنائية، وتوسيع الجيش الكندي وتحديث قسم المواطنة.

وقال، في إشارة إلى تصاعد الشعور الوطني: "في بعض الأحيان يتطلب الأمر تهديدًا لتذكيرنا بما لدينا، وما يمكن أن نخسره، وما يمكن أن نصبح عليه".

كما أكد زعيم حزب المحافظين الكنديين أن ترامب لديه خياران إما العمل مع كندا، وإما فقدان صداقتها.

ويشير التقرير إلى أنه في معرض تحديده للخيارات، تحدث بويليفري مباشرة إلى الأمريكيين، قائلًا إن "مستقبلهم المتعطش للطاقة لا يمكن أن يوجد بدون كندا أو نفطها وغازها ومعادنها الحيوية".

وزعم بويليفري أن دفاع أمريكا يعتمد على شمال كندا، قائلًا: "إذا حدث هجوم غير مبرر على اقتصادنا، فسوف يدفع المستهلكون المزيد، وسوف يكسب عمالنا أقل".

وأضاف موجهًا حديثه للأمريكيين: "سوف ترتفع أسعار الغاز إلى عنان السماء، وسوف تحولون صديقًا مخلصًا إلى جار حاقد، يضطر إلى مطابقة التعريفات الجمركية بالتعريفات والبحث عن أصدقاء في أماكن أخرى، وسوف يضعف اقتصادنا، مما يترك أموالًا أقل للدفاع والأمن، وسوف يزداد أعداؤنا قوة".

شعار مستورد

منذ اندلاع الأزمة بسبب تصريحات ترامب حول رغبته في ضم كندا لتصبح الولاية الأمريكية رقم 51، كان القادة يتبادلون رسائل مفادها أن الرسوم الجمركية على الكنديين ستضر بالأمريكيين.

وكان ترودو، قبيل تنحيه، قد وعد بالرد بفرض رسوم جمركية مضادة على سلع أمريكية بقيمة 155 مليار دولار كندي.

أما حزبه الليبرالي، فقد أطلق في الساعات التي سبقت "يوم العلم" سلسلة من الإعلانات التي تحاول تصوير بويليفري كمستورد لسياسة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا (MAGA)" التي ينتهجها ترامب.

وفي أحد الإعلانات، يظهر بويليفري وترامب على شاشة مقسمة يستخدمان نفس اللغة الخطابية، من "كل شيء مكسور" إلى "الأخبار المزيفة" و"اليسار المتطرف".

كما يؤيد الزعيمان -الجمهوري الأمريكي والمحافظ الكندي- العمل ضمن حكومة صغيرة، وسياسة السوق الحرة، وتقليص البيروقراطية والقيود البيئية والمساعدات الدولية، ودعم زيادة إنتاج النفط والغاز.

كما عرض بويليفري خطة لجعل كندا أكثر استقلالية وأقل اعتمادًا على الولايات المتحدة "وهي استراتيجية من شأنها أن تستفيد من وفرة الطاقة المتاحة لتحقيق النمو الاقتصادي" -وفق التقرير- ووعد بإنفاق المزيد على الدفاع، وتنويع التجارة، وبناء المزيد من خطوط الأنابيب.

وأوضح الزعيم المحافظ: "الخيار الذي سيختاره الأمريكيون متروك لهم، ولكن دعونا نكون صادقين، يتعين علينا أن نكون مستعدين للأسوأ".

وأضاف: "ببساطة، لم يعد بوسعنا أن نعتمد على الأمريكيين وحدهم في تجارتنا، ولم يعد بوسعنا أن نعتبرهم وسيلة دفاعية احتياطية، إن هذه التهديدات بمثابة جرس إنذار".