الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

لمواجهة قبضة بوتين.. ماكرون يبحث عن "الكبرياء المفقود" في مباحثاته مع ترامب

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يستعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للقاء مرتقب، غدًا الاثنين، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في محاولة دبلوماسية دقيقة لإعادة ضبط البوصلة الاستراتيجية للتحالف الغربي.

في هذا الصدد، تكشف صحيفة "لوبوان" الفرنسية عن تفاصيل الخطة الفرنسية للتعامل مع التحديات غير المسبوقة التي يفرضها التقارب الروسي الأمريكي المتنامي.

معركة النفوذ والدبلوماسية

يواجه ماكرون تحديًا دبلوماسيًا يختلف جوهريًا عن محاولاته السابقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فبحسب تحليل لوبوان، إذا كانت المحاولات السابقة تهدف إلى منع اندلاع الحرب في أوكرانيا، فإن مهمة ماكرون اليوم أكثر تعقيدًا، إذ يسعى لإصلاح العلاقات المُتصدعة بين واشنطن من جهة، وكل من أوروبا وأوكرانيا من جهة أخرى.

وتشير الصحيفة الفرنسية إلى أن التباين في شخصيتي بوتين وترامب يفرض على ماكرون اتباع نهج دبلوماسي مختلف تمامًا، إذ إن برودة بوتين وإطلالته الجامدة ونظراته الخالية من التعبير، تقابلها غطرسة ترامب واستخفافه بالحقائق والمعاهدات وعقليته التجارية البحتة.

التقارب الروسي الأمريكي

في تحليل معمق للموقف الراهن، تكشف لوبوان عن مخاوف أوروبية عميقة من التوافق غير المسبوق في الرؤى بين موسكو وواشنطن، إذ أصبح ترامب يتبنى، بشكل متزايد، وجهة النظر الروسية في العديد من القضايا المحورية، فهو لا يعارض رواية موسكو التي تصور كييف كمعتدٍ، ويتفق مع تصوير أوكرانيا كدولة يحكمها الفساد، بل إن رؤية ترامب لأوروبا كقارة تفقد قيمها وتسير نحو الانحدار، وتتطابق مع النظرة الروسية.

وترى الصحيفة أن هذا التقارب يمثل تحولًا كبيرًا في العلاقات الدولية، حيث يجتمع رجلان كان من المفترض أن يكونا على طرفي نقيض في خندق واحد، سواء للانسحاب من أوروبا، كما في المخطط الأمريكي الجديد، أو لإضعافها كما في الحلم الروسي القديم.

لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الروسي فلاديمير بوتين - 2022
استراتيجية الكبرياء والتاريخ

كشفت لوبوان أن ماكرون أعد استراتيجية ذكية تتجاوز الأساليب الدبلوماسية التقليدية، فبدلًا من الاعتماد على الحجج التاريخية والجيوسياسية المعتادة، يعتزم الرئيس الفرنسي استخدام ما وصفته الصحيفة بـ"السلاح النفسي".

وتنقل المصادر الفرنسية أن ماكرون سيخاطب كبرياء ترامب بعبارة محورية: "لا يمكنك أن تظهر ضعيفًا أمام بوتين، هذا ليس أنت، هذا ليس أسلوبك المميز."

ويرى المحللون أن هذا النهج قد يكون الوحيد القادر على التأثير في ترامب، من خلال مخاطبة حساسيته تجاه صورته التاريخية وتحذيره من أن يكون أول رئيس أمريكي يخدم المصالح الروسية أو يصبح "أداة" في يد موسكو.

رهانات المستقبل

تؤكد المصادر الدبلوماسية الفرنسية، وفقًا للوبوان، أن باريس تدرك تمامًا حجم التحدي الذي تواجهه، فالأمر يتجاوز مجرد لقاء ثنائي إلى كونه اختبارًا حقيقيًا؛ لقدرة الدبلوماسية الأوروبية على التكيف مع المتغيرات الدولية الجديدة.

وتكشف الصحيفة عن أن ماكرون قد أجرى سلسلة من المشاورات المُكثفة مع مختلف الأحزاب السياسية الفرنسية، مُحذرًا من أن التقارب الروسي الأمريكي، يمثل ذروة تصاعد المخاطر التي تواجه القارة الأوروبية.

وفي ختام المقال، تشير لوبوان إلى اقتراح مُثير يتعلق باستخدام جائزة نوبل للسلام كورقة مساومة محتملة مع ترامب، إذ تشير الصحيفة إلى حساسية الرئيس الأمريكي تجاه حصول سلفه باراك أوباما على الجائزة في بداية رئاسته، مقترحة أن وعدًا ضمنيًا بالجائزة قد يكون حافزًا له لتعديل مواقفه تجاه أوكرانيا وأوروبا.

ويراهن ماكرون، وفقًا للصحيفة، على أن فهمه العميق لشخصية ترامب، مقترنًا باستراتيجية "عدم القدرة على التنبؤ" التي يتبعها الرئيس الأمريكي نفسه، قد يساعد في إرباك حسابات بوتين، وتحقيق اختراق دبلوماسي يحافظ على تماسك التحالف الغربي في مواجهة التحديات الراهنة.