يبدو أن أوروبا ليست في مأمن من الحرب التجارية التي شنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فور وصوله إلى البيت الأبيض، والتي كانت أولى طلقاتها نحو كل من المكسيك وكندا والصين، ما دفع ألمانيا، التي تراقب عن كثب، لتحذير واشنطن من اتخاذ إجراءات مضادة في حال وصل الصراع إلى أوروبا.
هدّد المستشار الألماني أولاف شولتس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ إجراءات مضادة في حالة فرض رسوم جمركية على منتجات الاتحاد الأوروبي، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
وقال "شولتس" خلال مشاركته في قمة غير رسمية للاتحاد الأوروبي في بروكسل إن الاتحاد الأوروبي منطقة اقتصادية قوية ويمكنه الرد على السياسات الجمركية بسياسات مشابهة، مضيفًا "يجب علينا أن نفعل ذلك وسنفعله".
وأكد المستشار الألماني الذي يخوض انتخابات مبكرة في الثالث والعشرين من الشهر الجاري، أن كلًا من الولايات المتحدة وأوروبا ستعاني من تبادل السلع والخدمات في حالة فرض رسوم جمركية من الجانبين، وسيكون ذلك سيئًا وصعبًا بالنسبة للولايات المتحدة وأوروبا، حسب وصفه.
تأكيد فرنسي وبولندي
واقترح "شولتس" أن يستأنف الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة المحادثات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، وهو ما توافق مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي قال فيها: "إذا تعرّض الاتحاد الأوروبي للهجوم بشأن قضايا تجارية، فسيتعين على أوروبا أن تحظى بالاحترام كقوة واثقة من نفسها وبالتالي ترد".
بينما قال رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك: "الاتحاد الأوروبي يجب أن يبذل قصارى جهده لتجنب هذه العقبات الجمركية أو الحروب التجارية غير الضرورية على الإطلاق".
حرب تجارية عالمية
أثارت القرارات الأمريكية، المخاوف من نشوب حرب تجارية عالمية يمكن أن تؤدي إلى إبطاء النمو الاقتصادي وزيادة التكاليف على المستهلكين، ويمكن أن تؤدي التعريفات الجمركية المهددة إلى إلحاق أضرار جسيمة بألمانيا وصناعة السيارات على وجه الخصوص.
واعتمد ترامب بالفعل على الرسوم الجمركية، خلال فترة ولايته الأولى من عام 2017 إلى عام 2021، ومن المرجح أيضًا أن تؤثر الرسوم الجمركية على المكسيك بشدة على الشركات الألمانية، خاصة صناعة السيارات.
وفرض "ترامب" تعريفات جمركية واسعة النطاق على البضائع القادمة من المكسيك وكندا والصين خلال عطلة نهاية الأسبوع، وأعلن أيضًا أن هذا سيحدث بالتأكيد مع الاتحاد الأوروبي أيضًا.
فرض ترامب رسومًا جمركية بنسبة 25% على الواردات من المكسيك وكندا خلال عطلة نهاية الأسبوع، و10% على الطاقة الكندية، إلى جانب رسوم إضافية ثابتة قدرها 10% على السلع الصينية، قد تؤدي الحرب التجارية إلى إبطاء النمو الاقتصادي العالمي وفي الوقت نفسه قد تؤدي إلى ارتفاع التضخم.
ويستخدم جميع المصنعين والعديد من الموردين تقريبًا المكسيك كموقع إنتاج رخيص، ويخدمون السوق الأمريكية من هناك، تملك شركات فولكس فاجن وأودي وبي إم دبليو مصانعها الخاصة في البلاد، في حين تنتج مرسيدس بنز في مصنع مشترك مع نيسان، وفي شركة أودي وحدها، يتم تصدير 98% من السيارات، 40% منها تذهب إلى الولايات المتحدة.