الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فكرة ماكرون.. زيلينسكي يطلب تحويل حلم "الجيش الأوروبي" لحقيقة

  • مشاركة :
post-title
دعوات أوروبية للاستغناء عن واشنطن بتأسيس جيش أوروبي

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية في القارة الأوروبية، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تشكيل "جيش أوروبي" بهدف تعزيز القدرات الدفاعية لدول القارة في مواجهة روسيا، محذرًا من أن الولايات المتحدة قد لا تكون دائمًا في صف أوروبا عند الضرورة.

رفض الحلول المفروضة

جاءت تصريحات زيلينسكي خلال كلمته في مؤتمر ميونخ للأمن، إذ شدد على أن أوكرانيا "لن تقبل أبدًا بالصفقات التي تتم من وراء ظهرها"، مشيرًا إلى الاتفاق الذي تم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين لبدء محادثات السلام دون إشراك كييف.

وأضاف زيلينسكي أن أوروبا بحاجة إلى "تكثيف جهودها الدفاعية بشكل كبير"، موضحًا أن "الوقت قد حان لإنشاء القوات المسلحة الأوروبية"، ما يعكس تحولًا في النظرة الأوروبية التقليدية للأمن القائم على الحماية الأمريكية.

ونوه "زيلينسكي" في خطابه بتصريحات نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، التي قال خلالها إن "عقودًا من العلاقات القديمة بين أوروبا وأمريكا قد انتهت"، ما يستدعي إعادة النظر في الاستراتيجية الدفاعية الأوروبية.

من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الغزو الروسي لأوكرانيا شكَّل "إعادة ضبط" لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، مؤكدًا أن التحالف يحتاج إلى أن يكون "قويًا وحقيقيًا" في مواجهة التحديات الراهنة.

رؤية قديمة تعود للواجهة

فكرة تشكيل جيش أوروبي ليست جديدة، إذ سبق أن دعا إليها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لتعزيز استقلالية أوروبا عن الولايات المتحدة في المجال العسكري، وأكد زيلينسكي أن هذه الفكرة أصبحت اليوم أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.

وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن ترامب أخبره خلال محادثة خاصة عن نقاشاته مع بوتين، ولم يذكر خلالها أهمية وجود أوروبا في طاولة المفاوضات، وهو ما وصفه زيلينسكي بأنه "رسالة واضحة" بأن أمريكا لم تعد تضع أوروبا في مقدمة أولوياتها كما كان الحال سابقًا.

ماكرون وزيلينسكي
مستقبل على المحك

مع اقتراب الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، تزايدت الشكوك حول إمكانية انضمام أوكرانيا إلى الناتو، حيث صرّح ترامب وهيجسيث أن ذلك غير مرجّح في المستقبل القريب، كما أكد وزير الدفاع الأمريكي أن عودة أوكرانيا إلى حدود ما قبل عام 2014 أمر غير واقعي.

من جانبه، شدّد زيلينسكي على أن أوكرانيا لن تتخلى عن سعيها للانضمام إلى الناتو، لكنها في الوقت ذاته تدرك أن على أوروبا امتلاك قوة عسكرية مستقلة لضمان أمنها دون الاعتماد الكامل على الولايات المتحدة.

وأثارت المحادثات الأخيرة بين ترامب وبوتين مخاوف من تهميش أوروبا وأوكرانيا في المفاوضات، فقد ناقش الزعيمان محادثات السلام بشأن أوكرانيا، دون إشراك الحلفاء الأوروبيين بشكل واضح.

ووفقًا لزيلينسكي، فإن أوروبا "يجب أن يكون لها مقعد على الطاولة عندما يتم اتخاذ القرارات بشأنها"، معربًا عن مخاوفه من أن بوتين يسعى لعزل الولايات المتحدة عن حلفائها عبر محادثات ثنائية لا تعكس مصلحة أوروبا.

مواقف أوروبية متباينة

أكد المستشار الألماني أولاف شولتس أن بلاده "لن تدعم أبدًا سلامًا مفروضًا على أوكرانيا"، في حين شدّد رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك على ضرورة أن تمتلك أوروبا "خطة خاصة بها بشأن أوكرانيا"، محذرًا من أن غياب مثل هذه الخطة سيترك مستقبل القارة بيد "لاعبين عالميين آخرين".

وفي الوقت الذي لم يتم فيه تحديد موعد رسمي لزيارة ترامب إلى موسكو، تتزايد المخاوف من أن تمضي روسيا في استراتيجيتها الدبلوماسية الهادفة إلى فرض واقع جديد دون إشراك الأوروبيين.

مع استمرار الصراع في أوكرانيا وتغير المشهد الدولي، تجد أوروبا نفسها أمام تحدٍ، إما أن تظل تعتمد على الولايات المتحدة في أمنها، أو تتخذ خطوات جدية نحو تشكيل جيش أوروبي مستقل.