في أول رد فعل على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على السلع الأوروبية، أعلن زعماء الكتلة الأوروبية استعدادهم للرد على الولايات المتحدة، وفي الوقت ذاته دعوا إلى الهدوء والنظر للمستفيد الوحيد من تلك الأزمة.
وكان ترامب قد فرض رسومًا جمركية صارمة على السلع المستوردة من كندا والمكسيك والصين السبت، ما أثار ردود فعل انتقامية من الدول الثلاث، ولم يستبعد في الوقت ذاته فرض رسوم مماثلة على الاتحاد الأوروبي، التي قال إنها "ستحدث بالتأكيد".
ونفى ترامب وجود جدول زمني، بحسب "شبكة إن بي آر"، محدد للرسوم الجمركية الأوروبية، لكن الأمر سيتم قريبًا، مكررًا شكواه حول العجز التجاري الأمريكي مع الاتحاد الأوروبي، مطالبًا أوروبا باستيراد المزيد من السيارات والمنتجات الزراعية الأمريكية.
وفي اجتماعهم غير الرسمي ببروكسل، انهالت الأسئلة على الزعماء الأوروبيين، حول القرار المنتظر من ترامب، منهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شدد بحسب الجارديان البريطانية، على أن الاتحاد الأوروبي سيدافع عن نفسه إذا تم استهداف مصالحه.
وحث ماكرون زعماء الكتلة على إجراء محادثات مع أمريكا، ولكن برد حازم إذا لزم الأمر على تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مُشيرًا إلى أنه إذا تعرضت مصالح أوروبا التجارية للهجوم، فيتعين على أوروبا، كقوة حقيقية، أن تفرض احترامها وبالتالي أن تتصرف.
ويرى ماكرون، أن ما وصفه بالاختيارات والتصريحات الأخيرة التي أصدرتها إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، تدفع الاتحاد الأوروبي إلى أن يكون أكثر اتحادًا وأكثر نشاطًا في الاستجابة لقضايا الأمن الجماعي.
من جانبها أكدت رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريدريكسن، التي تخوض بالفعل أزمة منفصلة مع ترامب بشأن مستقبل جرينلاند، أنها لن تدعم أبدًا الحلفاء المتقاتلين، ولكنها في الوقت ذاته إذا فرضت إدارة ترامب، رسومًا جمركية صارمة على أوروبا، فهناك حاجة إلى استجابة جماعية وقوية.
بينما أكد رئيس الوزراء الأيرلندي مايكل مارتن على أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يبذل كل ما في وسعه لتجنب حروب الرسوم الجمركية غير الضرورية و"الغبية"، مضيفًا أنها ستكون "مفارقة قاسية" إذا اضطر الاتحاد إلى خوض حرب تجارية مع حليف قديم.
في الوقت ذاته يرى رئيس وزراء لوكسمبورج لوك فريدن، أن الرد على الرسوم الجمركية هو الرد بنفس الإجراء، بينما شددت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كايا كالاس، على أنه لا يوجد فائزون في الحروب التجارية بينهما، مشيرة إلى أن الصين ستكون المستفيد الوحيد من هذا السيناريو.
وقال، زعيم المعارضة المحافظ فريدريش ميرز، إن ترامب سوف يدرك سريعًا أن الرسوم الجمركية التي يفرضها لن يدفعها الذين يستوردون إلى أمريكا، بل المستهلكون في الولايات المتحدة.
يذكر أنه خلال فترة ولايته الأولى، فرض ترامب رسومًا جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، الذي رد بفرض رسوم تجارية على السلع الأمريكية الرمزية من الولايات الجمهورية مثل دراجات هارلي ديفيدسون النارية، والبوربون، والجينز، وعصير البرتقال.