في خطوة مثيرة للجدل، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات القادمة من ثلاث دول هي المكسيك وكندا والصين. هذه الإجراءات التي من المتوقع أن تدخل حيز التنفيذ الأسبوع المقبل، جدير بالذكر أنها تستهدف جزءًا كبيرًا من الواردات الأمريكية، التي تبلغ قيمتها السنوية أكثر من 1.2 تريليون دولار.
الواردات الأمريكية
تتنوع المنتجات التي تستوردها الولايات المتحدة من هذه الدول، وتعد جزءًا أساسيًا في الحياة اليومية للأمريكيين. من كندا، تستورد الولايات المتحدة مواد بناء مثل الأخشاب والفحم، والحبوب، والألومنيوم والصلب، وكذلك المشروبات الكحولية.
أما من المكسيك، فإن الواردات تشمل الفواكه، والخضروات، والطماطم، والأفوكادو، إضافة إلى العديد من المنتجات الغذائية الأخرى مثل البيض والعسل والمشروبات الروحية.
وفيما يتعلق بالصين، فإن الإلكترونيات مثل الهواتف وأجهزة الكمبيوتر المحمولة تشكل جزءًا كبيرًا من الواردات، إلى جانب الألعاب، والأحذية، والمنتجات المنزلية.
العواقب المحتملة
من المتوقع أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة في أسعار المواد الغذائية في الولايات المتحدة، حيث تمثل المكسيك وكندا مصدرًا رئيسيًا للفواكه والخضروات، بينما تعد كندا من أكبر مصدّري الحبوب ولحوم البقر والدواجن. على سبيل المثال، استوردت الولايات المتحدة العام الماضي منتجات زراعية بقيمة 46 مليار دولار من المكسيك، بما في ذلك الفواكه الطازجة التي تمثل 9 مليارات دولار من إجمالي الاستيراد.
وتعد صناعة السيارات، أحد أكثر الصناعات تأثرًا، حيث استوردت الولايات المتحدة العام الماضي سيارات وأجزاء سيارات بقيمة 151 مليار دولار من المكسيك وكندا.
ويتوقع الخبراء أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى زيادة كبيرة في تكاليف السيارات، ما يؤثر على المستهلكين. كما ستؤثر الرسوم على الإلكترونيات الاستهلاكية المستوردة من الصين، مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، ما يرفع الأسعار على الأمريكيين.
أما قطاع البناء فمن المتوقع، أن يشهد أيضًا زيادة كبيرة في التكاليف بسبب الرسوم على المواد المستوردة مثل الجير والجص من المكسيك. وتشير التوقعات إلى أن هذه الزيادة قد تصل إلى 4 مليارات دولار، ما قد يرفع أسعار المواد الخام ويؤثر على مشاريع البناء.
الاقتصاد الأمريكي
ويعكس فرض الرسوم الجمركية خطوة جديدة في سياسة ترامب التجارية، التي قد تتسبب في حلقة مفرغة من ارتفاع التكاليف وانخفاض الطلب. إذ حذّر الاقتصاديون من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي وزيادة معدلات البطالة، مع آثار سلبية على الاقتصاد الأمريكي بشكل عام. وبحسب سيناريوهات بنك كندا، قد تشهد البلاد انخفاضًا حادًا في صادراتها بسبب تداعيات الرسوم الجمركية.
كما حذّر العديد من الخبراء من تداعيات هذه الرسوم على الشركات والمستهلكين الأمريكيين، الذين يعانون بالفعل من التضخم.
وبدورها وصفت غرفة التجارة الأمريكية الإجراءات بأنها قد تؤدي إلى تعطيل سلاسل التوريد وزيادة الأسعار بشكل حاد. وفي هذا السياق، أكد سيونج وون سون، أستاذ التمويل في جامعة لويولا ماريماونت، أن "هذه الحرب الاقتصادية ستؤثر على الجميع".
فيما أشار ويليام رينش من مركز الدراسات الاستراتيجية إلى أن هذه الرسوم تفتقر إلى الأساس الاقتصادي المنطقي.