أطلق علماء المحيطات تحذيرًا بشأن أكبر جبل جليدي متحرك في العالم، والذي بدأ يشق طريقه بعيدًا عن القارة القطبية نحو جزيرة نائية، ما أثار مخاوف من اصطدامه بها والتسبب في كارثة حتمية.
ويعد جبل الجليد A23a الأكبر في العالم، وفقًا للمركز الوطني الأمريكي للجليد، إذ تبلغ مساحته 3672 كيلومترًا مربعًا (1418 ميلًا مربعًا) عند قياسه في أغسطس، وتم تتبعه منذ انفصاله جرف الجليد في عام 1986.
ولأكثر من 30 عامًا، ظلّ الجبل الجليدي راسيًا على قاع بحر "ويديل" في القارة الجنوبية القطبية، حتى انكمش حجمه بما يكفي لتخفيف قبضته على قاع البحر، وبعد ذلك جرفته التيارات المحيطية بعيدًا، قبل أن يعلق مرة أخرى في عمود تايلور.
وخلال الأشهر الماضية، بحسب علماء المحيطات الفيزيائية الذين تحدثوا لشبكة "سي إن إن"، ظلّ أكبر جبل جليدي متحرك محاصرًا في ذلك المكان، ولكنه الآن تحرك مع التيار السائد باتجاه جورجيا الجنوبية، وهي إقليم بريطاني ما وراء البحار في جنوب المحيط الأطلسي.
في البداية، قال العلماء إنهم يتوقعون أن يستمر الجبل الجليدي في الانجراف على طول تيارات المحيط باتجاه المياه الدافئة، ومن المرجح أن يتفكك ثم يذوب في النهاية عندما يصل إلى جزيرة جورجيا الجنوبية النائية.
وعلى الرغم من أن جبل A23a يسير في مسار متعرج مع التيار، ولا يتحرك مباشرة نحو الجزيرة، إلا أن مساره يشير إلى أنه من المرجح أن يتحرك مرة أخرى نحو الجزيرة قريبًا، وفقًا لتتبع التيارات.
ولكن حتى الآن -على الأقل في صور الأقمار الصناعية- تبين أن الجبل الجليدي حافظ على بنيته ولم ينقسم بعد إلى أجزاء أصغر، كما فعلت "الجبال الجليدية العملاقة" السابقة.
ويرى علماء المناخ أن هذا الجبل الجليدي ربما انفصل كجزء من دورة النمو الطبيعية للجرف الجليدي وليس بسبب أزمة المناخ الناجمة عن الوقود الأحفوري، لكن الانحباس الحراري العالمي يدفع إلى تغييرات مقلقة في القارة القطبية الجنوبية، مع عواقب مدمرة محتملة لارتفاع مستوى سطح البحر العالمي.