قبيل اجتماعه السنوي في منتجع دافوس السويسري، الأسبوع المقبل، سأل المنتدى الاقتصادي العالمي أكثر من 900 من قادة الأعمال والسياسة والأوساط الأكاديمية عن المخاطر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لهم، وكانت الإجابات متشابهة بعض الشيء، فبعضهم تحدث عن تزايد الصراعات المسلحة والبعض الآخر يرى أن أزمات المناخ ستتفاقم شيئًا فشيئًا.
توقعات القمة
ومن المقرر أن يعقد اجتماع "دافوس" هذا العام، الذي يستمر لمدة أسبوع، في ظل تنصيب ترامب، ومن المقرر أن يلقي الرئيس الجديد كلمة أمام التجمع افتراضيًا. ويتوقع المنظمون حضور 60 رئيس دولة وحكومة، إلى جانب الرؤساء التنفيذيين والناشطين.
وتأتي قمة هذا العام تحت عنوان "دعوة للتعاون في العصر الذكي"، لكنه سيقام في الوقت الذي من المتوقع أن يتراجع فيه دونالد ترامب عن التعاون في مجموعة من القضايا العالمية، بما في ذلك أزمة المناخ.
ومن المتوقع أن يسحب الرئيس الجديد للولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ، بعدما حدد نهجه في استخراج الوقود الأحفوري على النحو التالي: "احفر، احفر يا صغير".
الصراعات المسلحة
وبالنظر إلى الأشهر الـ12 المقبلة، أبدى 23% من المشاركين خشيتهم من "صراع مسلح قائم على الدولة"، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية واستمرار سلسلة من الاشتباكات المميتة الأخرى، بما في ذلك جنوب السودان وغزة.
الأحداث الجوية المتطرفة
وبالنظر إلى ثاني أكثر المخاطر شيوعًا هذا العام، "الأحداث الجوية المتطرفة"، التي أشار إليها 14% من المستجيبين خاصة مع استمرار حرائق الغابات المدمرة في لوس أنجلوس.
وعلى مدار العام الماضي، أبرزت سلسلة من الفيضانات والجفاف والحرائق الدراماتيكية تأثير أزمة المناخ على أنماط الطقس، إذ وجد العلماء أن الاحتباس الحراري العالمي يجعل مثل هذه الأحداث أكثر احتمالًا، وفي كثير من الحالات أكثر تطرفًا.
وبحسب "الجارديان" البريطانية، فإنه عندما طُلب من زعماء العالم أن ينظروا إلى المستقبل البعيد ويحددوا المخاطر الأعظم التي تواجه العالم خلال العقد المقبل، كانت غالبية الإجابات تتعلق بأزمة المناخ.
وكانت الأحداث الجوية المتطرفة هي الخيار الذي تم اختياره في أغلب الأحيان، تليها خسارة التنوع البيولوجي، و"التغيرات الحرجة في أنظمة الأرض"، ونقص الموارد الطبيعية.
وفي هذا الصدد، قال جيم هواي نيو، المدير الإداري للمنتدى الاقتصادي العالمي: "إن أزمة المناخ والطبيعة تتطلب اهتمامًا وتحركًا عاجلين".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن "جيم" قوله، إنه في عام 2024، بلغ الاحتباس الحراري العالمي السنوي مستوى قياسيًا ببلوغه 1.54 درجة مئوية، مع تعرض العديد من أجزاء العالم لأحداث مناخية كارثية غير مسبوقة.
الابتكار التكنولوجي
وفي المرتبة التالية على قائمة التهديدات، جاءت مخاوف تتعلق بالابتكار التكنولوجي: "التضليل والمعلومات الخاطئة"، تليها "النتائج السلبية لتقنيات الذكاء الاصطناعي".
وتزايدت تلك المخاوف بشأن المعلومات المضللة مع عودة دونالد ترامب إلى السلطة هذا الشهر، في تحالف وثيق مع زعماء وادي السيليكون الذين يفضلون تحرير الإنترنت بشكل جذري.
وفي السياق نفسه، أعلنت شركة ميتا أنها ستتخلى عن التحقق من الحقائق وستعمل مع إدارة ترامب للضغط على الدول الأخرى التي تسعى إلى كبح منصات التواصل الاجتماعي.
وتأمل العديد من الحكومات -بما في ذلك المملكة المتحدة- أن توفر الذكاء الاصطناعي الدفعة التي تشتد الحاجة إليها للإنتاجية؛ لكن حتى بعض أنصار التكنولوجيا دقوا ناقوس الخطر بشأن بعض المخاطر المرتبتة بها، خاصة مع تزايد المخاوف من أن الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطرًا وجوديًا على البشرية إذا أصبح أكثر ذكاء من البشر.