الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الصين والاتحاد الأوروبي.. "دافوس" تظهر الانقسامات والتناقضات بين بكين والغرب

  • مشاركة :
post-title
علما الصين والاتحاد الأوروبي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

ظهرت حالة العالم المتوترة بشكل واضح، أمس الثلاثاء في منتجع "دافوس" الجبلي السويسري، حيث ألقى قادة أوروبيون وصينيون خطابات متناقضة لافتتاح الاجتماع السنوي للنخب السياسية والأعمال العالمية، ما كشف عن انقسامات وتوترات كبيرة بين الغرب والتنين الصيني.

إغراء المستثمرين

وخلال كلمة ألقاها أمام المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يعقد في سويسرا، قام رئيس الوزراء الصيني لي تشيانج بعرض ترويجي صريح للشركات متعددة الجنسيات للاستثمار في اقتصاد صيني يبدو أنه يتزعزع بشكل متزايد، على حد تعبير صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، في حين ردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بالدفاع الشديد عن الديمقراطية والمصالح الجيوسياسية للغرب.

وفي خطاب مصمم بعناية لجمهور الأعمال العالمي في المنتدى الاقتصادي العالمي، طرح "لي" اقتراحًا مبهمًا من خمس نقاط قال إنه يهدف إلى "إعادة بناء الثقة وتعزيز التعاون في المجال الاقتصادي" بين الصين والغرب. وقال إن يجب الحفاظ على سلاسل التوريد المركزة في الصين خالية من العوائق، والتعاون الأكبر في الأهداف الخضراء والتعاون التكنولوجي. في حين لم يذكر رئيس وزراء الصين الولايات المتحدة مرة واحدة.

وكان جزء كبير من خطاب "لي" موجهًا إلى تهدئة المخاوف من المستثمرين العالميين الذين عزفوا عن الصين مع تباطؤ الاقتصاد، وأصبح النظام أكثر استبدادًا وتدخلاً في السوق.

وفي الربع الثالث من العام الماضي، سجلت الصين أول تدفق صافي للاستثمار الأجنبي منذ بدء السجلات في أواخر التسعينيات من القرن الماضي ومن المتوقع أن يستمر هذا الاتجاه.

وفي محاولة لطمأنة المستثمرين الأجانب، قال رئيس وزراء الصين، إن "اختيار السوق الصينية ليس مخاطرة ولكن فرصة" والحزب الشيوعي يرحب بالمستثمرين الأجانب "بذراعين مفتوحتين". حسبما نقلت وكالة الأنباء الصينية الجديدة "شينخوا".

إنعاش الاقتصاد الأوروبي

تلا محاولة "لي" لإغراء المستثمرين تصريحات فون دير لاين الخاصة في "دافوس"، والتي كانت محملة بالمبادئ الغربية، حيث ذكرت رئيسة الاتحاد الأوروبي "الديمقراطية" تسع مرات و"الحرية" ست مرات في خطاب استمر 20 دقيقة.

وفي ظل التحديات العالمية المتزايدة - التي تفاقمت بسبب التضليل - رسمت فون دير لاين أوروبا كقائد عالمي، يشكل الجهود العالمية لإعادة بناء الثقة المتآكلة ومواجهة التحديات العالمية. وقالت إن العديد من الحلول تتطلب التعاون ليس فقط بين البلدان، ولكن أيضًا بين الأعمال والحكومات.

وحذرت رئيس المفوضية من أن العالم يواجه "أكبر خطر على النظام العالمي في عصر ما بعد الحرب"، مع مخاطر "تتداخل وتتراكم على بعضها البعض". على الرغم من مواجهة هذا العصر الصراع والمواجهة، والخوف"، وضعت فون دير لاين وجهًا شجاعًا عندما أغلقت خطابها ، معبرة عن ثقة في مستقبل أوروبا.

وأضافت: "تعتمد الحرية في الأعمال على حرية أنظمتنا السياسية"، مؤكدة أن "لهذا السبب أعتقد أن تعزيز ديمقراطيتنا وحمايتها من المخاطر والتدخلات التي تواجهها، هو واجبنا المشترك والدائم".

وأعربت عن الحاجة إلى إعادة بناء الثقة أكثر من أي وقت مضى، وأوروبا مستعدة للعب دور رئيسي في هذا الصدد.

لكن كلمات فون دير لاين حول التعاون والجبهة الموحدة سقطت بشكل مسطح على خلفية "دافوس"، حيث كانت الشقوق الواضحة بين قادة العالم على العرض بشكل كامل.