وصلت القدرة التشغيلية للبحرية الملكية البريطانية إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق تاريخيًا، حيث لا يوجد سوى اثنتين من مدمراتها الست المتقدمة متاحة للقتال والانتشار الفوري، وسط انخفاض كبير في صفوف أفراد الجيش، الأمر الذي أثار مخاوف حول قدرتها على الاستجابة للتهديدات العالمية والدفاع حتى عن العاصمة لندن.
وظلت المدمرات حجر الزاوية في القوة البحرية البريطانية لأكثر من قرن من الزمان، وتحديدًا منذ أن بدأ برنامجها في عهد الملكة فيكتوريا، وفي ذروة قوتها في عام 1945 بحسب موقع Straight Arrow News، كانت البحرية الملكية تضم أكثر من 800 مدمرة وفرقاطة.
مستويات تاريخية
وتفصيلًا، هبط الأسطول إلى أدنى مستوياته التاريخية، حيث بات يتكون من 6 مدمرات و8 فرقاطات فقط، من المفترض جاهزيتها للانتشار الفوري، إلا أن وزارة الدفاع كشفت عن وجود مدمرتين بحريتين فقط في الخدمة حاليًا، بينما تخضع المدمرات الأربع الأخرى لإصلاحات وصيانة مكثفة في بورتسموث.
وتعتبر المدمرات من طراز 45 التي تمتلكها بريطانيا، والمعروفة أيضًا باسم فئة دارينج، ضرورية لمواجهة الهجمات الصاروخية، حيث تعمل تلك السفن بمثابة العمود الفقري لنظام الدفاع الجوي في المملكة المتحدة.
الخدمة الفعلية
وعلى الرغم من العدد التشغيلي الصغير في البحرية البريطانية، فإن تلك المدمرات عانت من مشاكل في الصيانة منذ انطلاقها، منها المدمرة الحربية إتش إم إس دارينج، التي دخلت الخدمة قبل 12 عامًا، وتبين أنها قضت وقتًا أطول في الإصلاح مقارنة بالخدمة الفعلية.
ولم يتوقف الأمر عند المدمرات، فوفقًا لـ gbnews، امتدت المشكلات إلى الفرقاطات من طراز 23، حيث لا يوجد في الخدمة سوى ست من أصل ثماني سفن، وهو ما يعني أن ثماني مدمرات وفرقاطات فقط في الخدمة من الأسطول الرئيسي.
مخاوف مشروعة
وأثار ذلك الانحدار مخاوف السياسيين البريطانيين بشأن الأمن القومي وقدرة بلادهم على الاستجابة للتهديدات العالمية، ودفعهم ذلك الوضع إلى التحذير من أن المملكة المتحدة لن تكون قادرة على حماية نفسها بشكل كافٍ.
وأعرب المشرعون عن قلقهم إزاء هذا الوضع، محذرين من أن بريطانيا قد تكافح للدفاع عن لندن، ناهيك عن بقية البلاد، بينما اقترح بعضهم إرسال إحدى المدمرتين إلى نهر التيمز لتوفير الدفاع ضد التهديدات الصاروخية وحماية العاصمة.
حصان ضعيف
وتأتي التحديات التي تواجه البحرية البريطانية في وقت تواجه فيه قواتها المسلحة قيودًا أوسع، حيث انكمش الجيش البريطاني إلى أدنى مستوى له منذ عام 1823، وتركته سنوات من التخفيضات الحكومية مع 73 ألف جندي في الخدمة الفعلية فقط.
وبحسب "بزنس إنسايدر"، فإن ذلك الانخفاض الهائل يثير تساؤلات حول قدرة بريطانيا، التي بات جيشها عبارة عن حصان قليل الحيلة، حيث لا يمكنه الانتشار والقتال في الحروب المختلفة سوى لمدة أقصاها 6 أشهر، ثم يستنفد بالكامل.