ضمن سلسلة من التخفيضات التي طالت الميزانية المخصصة للجيش، أكد وزير الدفاع البريطاني جون هيلي أنه سيتم إلغاء ستة مشاريع "عتيقة" في أفرع القوات المسلحة الثلاث للملكة المتحدة. وذلك لجمع نصف مليار جنيه إسترليني على مدى خمس سنوات.
ومن هذه المشاريع، من المقرر أن يتم إلغاء نظام الطائرات بدون طيار الرئيسي للجيش البريطاني؛ كما ذكر تقرير لصحيفة "الجارديان".
وفي حديثه أمام البرلمان، اليوم الأربعاء، أكد "هيلي" أن برنامج الطائرات بدون طيار Watchkeeper التابع للجيش البريطاني، إضافة إلى أرصفة منصة الإنزال التابعة للبحرية HMS Albion وHMS Bulwark، وفرقاطة من طراز 23 HMS Northumberland، سيتم إلغاؤها جميعًا.
أيضًا، أشار وزير الدفاع البريطاني إلى أن الناقلات من فئة RFA Wave Knight وRFA Wave Ruler سيتم الاستغناء عنها، إضافة إلى 14 من أقدم طائرات "شينوك" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، وكذلك 17 مروحية من طراز "بوما".
يأتي ذلك قبل المراجعة الدفاعية الاستراتيجية لوزارة الدفاع البريطانية،التي سيتم نشرها العام المقبل و"ستنظر في كيفية تكييف الجيش للقتال بشكل أفضل في عالم أكثر تنافسًا"، بحسب تقرير الصحيفة.
وستبحث مراجعة وزارة الدفاع البريطانية عن طرق لتوفير المال في أفرع الجيش الإنجليزي "حيث من المتوقع أن يقوم الجيش بالمزيد بموارد أقل".
وطُلب من الإدارات الحكومية في كل أفرع الحكومة البريطانية توفير المال، بعد أن قالت وزيرة الخزانة راشيل ريفز إن هناك فجوة بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني في المالية العامة للبلاد.
قرارات صعبة
وفق صحيفة "التليجراف"، أعربت مصادر في الجيش البريطاني عن قلقها من أن يكون "هيلي" قرر التخلص من برنامج "الطائرات بدون طيار" الأساسي، الذي يبلغ من العمر 14 عامًا.
وقال أحد المصادر للصحيفة: "عندما تهيمن الطائرات بدون طيار على ساحة المعركة الأوكرانية، يبدو أن الجيش يتخلى عن الطائرات بدون طيار".
ودعا المصدر إلى "التأكد" من موعد استبدال نظام الطائرات بدون طيار، الذي لم يصل إلى القدرة التشغيلية الكاملة إلا في عام 2018، عند نهايته في مارس من العام المقبل، مضيفًا أنه على الرغم من أن الطائرات بدون طيار أصبحت قديمة، فإن "أجهزة الاستشعار التي تحملها لا تزال جيدة".
ومع ذلك، أصر كبار المسؤولين في الحكومة البريطانية على أن الوقت قد حان لكي يستبدل الجيش نظام Watchkeeper بـ"نظام أفضل يمكنه تحمل جميع الظروف الجوية"، حيث واجهت العديد من الطائرات بدون طيار صعوبة في التنقل في الطقس السيئ.
وحسب التقرير، تحطمت عدد من الطائرات أثناء الطيران، حيث سقطت إحداها في البحر أثناء أداء رحلة تدريبية روتينية في عام 2022.
وقال الأدميرال السير توني رادكين، رئيس أركان الدفاع، إن التركيز العسكري يجب أن ينصب على "التحديث" من أجل جعل القوات المسلحة "أكثر فتكًا واستجابة".
وأضاف: "إن تسريع التخلص من المعدات القديمة هو النهج المنطقي للتركيز على الانتقال إلى قدرات جديدة تعكس بشكل أفضل التكنولوجيا والتكتيكات المتغيرة. كما أنه يكمل اتخاذنا لبعض القرارات الصعبة لتخفيف بعض الضغوط المالية الحالية".
قديم وجديد
في أوكرانيا، سيطرت الطائرات بدون طيار على الصراع، لكن الحرب أظهرت أيضًا مدى سهولة تشويشها والتلاعب بها من قبل الخصوم إذا كان البرنامج قديمًا.
وفي ورقة بحثية حديثة، قال البروفيسور جاستن برونك والدكتور جاك واتلينج، من المعهد الملكي للخدمات المتحدة: "تصبح أي طائرة بدون طيار غير فعّالة بشكل متزايد بمرور الوقت مع قيام الخصم بتحسين تدابيره المضادة".
وأكدا أن ضمان استمرار عمل مجمع الطائرات بدون طيار بشكل فعّال "يتطلب تحديثات للبرامج والمنطق السلوكي وأجهزة الاستشعار وأجهزة الراديو بين كل ستة إلى 12 أسبوعًا".
لهذا، حذرت مصادر دفاعية في بريطانيا من أن تصميم طائرة Watchkeeper، التي يبلغ عمرها 14 عامًا، يعني أنها لا يمكن تحديثها بشكل روتيني لمواكبة التكتيكات المتغيرة للعدو، بحسب "الجارديان".
ونقل التقرير عن الجنرال السير رولي ووكر، رئيس هيئة الأركان العامة، إن الوقت قد حان لقبول حقيقة أن المنصات في الجيش البريطاني، من الطائرات بدون طيار إلى المروحيات، وصلت إلى عمرها الافتراضي.
وقال: "الحرب تتغير، ونحن بحاجة إلى التفكير والتصرف بشكل مختلف، بما في ذلك امتلاك الشجاعة للتخلي عن الإرث بكرامة واحترام عندما يحين الوقت المناسب".
وفي دفاعه عن قرار تفكيك عدد كبير من السفن، قال الأدميرال السير بن كي، اللورد البحري الأول: "لتحقيق هذا التغيير، يتعين علينا التخلص من القدرات القديمة لإفساح المجال لهذا المستقبل.
لكن اللورد ويست، اللورد البحري الأول السابق، انتقد هذه الخطوة "إذا لم تصدر الأوامر، فلن يتم بناء السفن ولن تكون متاحة عندما تحتاج إلى سفن لتحل محلها عندما تنهار، وهو ما يحدث بشكل روتيني".