الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يعاني نقصا في الجنود والتسليح.. الجيش البريطاني غير مستعد لخوض حرب مع روسيا

  • مشاركة :
post-title
الجيش البريطاني يعاني نقصًا في الجنود والأسلحة

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

خلص تقرير جديد أعدته لجنة الدفاع بمجلس العموم البريطاني، إلى أن القوات المسلحة البريطانية "المنهكة" ليست مستعدة لخوض حرب ضد روسيا.

وكشفت المراجعة التي أجرتها لجنة الدفاع على مدار عام أن القوات البريطانية "المنتشرة بشكل متزايد" غير مستعدة لمحاربة روسيا، بحسب صحيفة "التليجراف" البريطانية.

وذكر التقرير أن الحكومة البريطانية "لن تتمكن أبدًا من تحقيق الاستعداد الحربي أو الاستراتيجي دون إصلاحات عاجلة لحل أزمة التجنيد وتعزيز مخزون بريطانيا من الأسلحة والذخيرة بشكل كبير".

وقال النواب في التقرير، إن القوات المسلحة البريطانية تحتاج إلى مزيد من التمويل "للمشاركة في العمليات مع تطوير الاستعداد القتالي أيضًا" أو سيتعين عليها تقليل "العبء التشغيلي" على الجيش.

ووسط تزايد الضغوط على الإنفاق الدفاعي، اكتشفت اللجنة أن 1.95 مليار جنيه إسترليني من التمويل الممنوح في الميزانية، الربيع الماضي، يمكن الآن استخدامها لسد النقص في الدفاع بدلًا من تجديد وتعزيز المخزونات.

ونقلت "التليجراف" عن السير جيريمي كوين، رئيس لجنة الدفاع في البرلمان البريطاني، إن المملكة المتحدة "يجب أن ترقى إلى مستوى التحدي"، وسط تحذيرات من أن دول حلف "الناتو" قد يكون أمامها ثلاث سنوات فقط للتحضير لهجوم روسي.

وقال كوين، الذي كان وزيرًا للمشتريات الدفاعية حتى عام 2022، إنه "للتصدي للتهديدات التي نواجهها بثقة، علينا أن نعرف أننا سنكون مستعدين للحرب".

وجاء في تقرير اللجنة: "لقد انتشرت القوات المسلحة البريطانية فوق قدرتها استجابة للوضع الأمني المتدهور، لكن جميعها تعاني نقصًا في القدرات والمخزون، وتفقد أفرادًا بشكل أسرع من قدرتها على تجنيدهم".

يأتي ذلك بعد أن حذّر جرانت شابس، وزير الدفاع البريطاني، من أن بلاده "تنتقل من عالم ما بعد الحرب إلى عالم ما قبل الحرب، وأن "خصومنا أصبحوا الآن أكثر تواصلًا مع بعضهم البعض، ويجب على المملكة المتحدة التأكد من أن نظامها الدفاعي جاهز بالكامل".

ودعا باتريك ساندرز، رئيس الأركان البريطاني، الشهر الماضي، إلى "تدريب وتجهيز جيش من المواطنين" لمواجهة مخاطر النزاعات في حالة نشوب حرب مع دول مثل روسيا، وجاء هذا بعد دعوة الجنرال مارتن هيريم، قائد قوات الدفاع الإستونية، المتاخمة لروسيا، دول "الناتو" إلى بدء برامج التجنيد الإجباري.

وإحدى نقاط الضعف الرئيسية في الجيش البريطاني، هي الافتقار إلى القدرة التصنيعية المحلية لإنتاج الأسلحة والمركبات القتالية والذخيرة بالوتيرة المطلوبة لتجديد المخزونات والاستجابة للطلب الذي سينشأ عن ذلك.

ونقلت "التليجراف" عن اللورد هوتون، الذي كان رئيسًا لأركان الدفاع بين عامي 2013 و2016، إن المملكة المتحدة كانت تخوض "مخاطرة"، من خلال طلب كميات محدودة من المعدات الرئيسية مثل صواريخ "إن أل أيه دبليو" NLAW المستخدمة لاستهداف الدبابات الروسية في أوكرانيا بدلًا من العقود طويلة الأجل لضمان الإمداد الجاهز.

وهذا النهج الحالي، الذي وصفه اللورد هوتون، بأنه "خطأ استراتيجي فادح" - يخضع الآن لمراجعة عاجلة من قِبل كبار وزراء حكومة بريطانيا.

وفي مقابلة حديثة مع "التليجراف"، قال ديفيد كاميرون، وزير الخارجية البريطاني، إن الحكومة يجب أن "تحاول العمل مع صناعاتنا الدفاعية لتنسيق فترات أطول في الإنتاج"، مضيفًا أن مثل هذا النهج سيتطلب الالتزام بالتمويل على مدى عدة سنوات.

ونقلت الصحيفة عن مصادر، إن هناك نقصًا شديدًا في المعروض من ذخيرة واحدة شائعة الاستخدام - قذيفة مدفعية عيار 155 ملم - التي لا يمكن إنتاجها إلا بواسطة آلة واحدة في المملكة المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية: "قواتنا المسلحة مستعدة دائمًا لحماية المملكة المتحدة والدفاع عنها، ونواصل الوفاء بجميع الالتزامات التشغيلية، بما في ذلك المشاركة في كل مهمة لحلف شمال الأطلسي، ودعم أوكرانيا، والتصدي لهجمات الحوثيين على الشحن في البحر الأحمر".

وأضاف: "أننا ننفق أكثر من 50 مليار جنيه إسترليني على الدفاع هذا العام وحده، وزودنا إنفاقنا على المعدات الدفاعية بشكل كبير إلى 288.6 مليار جنيه إسترليني على مدى العقد المقبل، بما في ذلك الاستثمار في تعميق مخزوناتنا وجلب دبابات وطائرات مقاتلة وسفن حربية جديدة".

وتابع: "نحن منخرطون بشكل كامل مع الصناعة والحلفاء والشركاء لضمان قدرتنا على الاستمرار في تزويد أوكرانيا بالإمدادات الحيوية، مع استبدال جميع المعدات والذخائر الممنوحة عينيًا من مخزونات المملكة المتحدة بأكبر قدر ممكن من الكفاءة".

وكانت وزارة الدفاع البريطانية قدمت طلبًا لشراء قذائف مدفعية عيار 155 ملم من شركة "بى أيه إيه سيتستيمز" BAE Systems، الأمر الذي سيزيد مخزون المملكة المتحدة ويحقق زيادة في الطاقة الإنتاجية بمقدار ثمانية أضعاف، وفق التليجراف.