نقلت صحيفة "التليجراف" البريطانية، عمّن أسمتهم بـ"خبراء دفاع"، أن القوات المُسلحة البريطانية غير قادرة على حماية إسرائيل من هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية. حيث تلعب المملكة المتحدة دورًا مساعدًا للولايات المتحدة في الدفاع عن حليفتها.
ويعتقد الخبراء أن طائرات"Typhoon" التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني تفتقر إلى الأسلحة اللازمة لصد هجوم مثل الذي شنته إيران قبل يومين، عندما أطلقت نحو 200 صاروخ بعيد المدى في أكبر تصعيد مع إسرائيل.
وقال بن والاس، وزير الدفاع السابق، إن المدمرات البريطانية المضادة للصواريخ من طراز "Type-45" سوف تواجه صعوبات أيضًا في حال التدخل؛ في حين زعمت مصادر أن مجموعات حاملات الطائرات التابعة للبحرية البريطانية "لم يكن لديها ما يكفي من البحارة للعمل بشكل فعال في منطقة حرب".
ويخشى الخبراء من أن يؤدي نقص الاستثمار العسكري إلى تقليص قدرة بريطانيا على لعب دور قيادي في الأحداث العالمية، وحذروا من أن ذلك يجعل البلاد عرضة للخطر. ما وصفه ضابط بحري متقاعد بأنه "انعكاس لـ 40 عامًا من نقص التمويل".
تخفيف التوترات
وفق التقرير، أكدت مصادر بوزارة الدفاع البريطانية، مساء الأربعاء، أن القوات المسلحة لا تزال منفتحة على الوضع المتغير في الشرق الأوسط "وعلى الرغم من عدم المشاركة في عملية الثلاثاء، أصرت المصادر على أنها قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية".
وبينما أفادت تقارير بأن إسرائيل تخطط لشن هجوم كبير على إيران في الأيام المقبلة، قد يستهدف منشآت نفطية أو مواقع نووية، وعدم التأييد الأمريكي لهذه الخطوة، دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى تخفيف التوترات.
وفي حديثه بعد مكالمة هاتفية مع زعماء مجموعة الدول السبع الكبرى، مساء الأربعاء، قال رئيس الوزراء البريطاني: "ندعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد. لا أحد يريد حربًا إقليمية. واتفقنا أيضًا على ضرورة وقف إطلاق النار في لبنان وغزة لإفساح المجال أمام الحلول السياسية".
ورغم أن بريطانيا قادرة على إسقاط صواريخ كروز والطائرات بدون طيار -وقد فعلت ذلك خلال هجوم إيراني سابق على إسرائيل في أبريل- حذر الخبراء من أنها تواجه صعوبة في التعامل مع الصواريخ الباليستية الأكثر تقدمًا التي استخدمت الثلاثاء.
وأشارت "التليجراف" إلى أن إيران استثمرت بكثافة في الصواريخ الباليستية على مدى العقد الماضي، حيث بنت مخزونًا يضم أكثر من 3000 صاروخ باليستي، وفقًا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية.
أهمية التحديث
يوم الثلاثاء، لم تسقط طائرات"Typhoon" البريطانية المتمركزة في قاعدة"Akrotiri" الجوية في قبرص أيًا من الصواريخ أو المُسيرات الإيرانية. وبدلًا من ذلك، لم تتمكن بريطانيا إلا من المساعدة في مراقبة الأسلحة القادمة "ولم تهاجم أي أهداف"، حسبما ذكرت وزارة الدفاع.
كما أرسلت الولايات المتحدة ثلاث مدمرات بحرية من فئة"Arleigh Burke-class" إلى مناطق قريبة من ساحل الأراضي المُحتلة، وأطلقت صواريخ اعتراضية متطورة فوق البر للمساعدة في هزيمة التهديد الإيراني.
كما تخطط المملكة المتحدة لجعل مدمراتها من طراز"Type-45" واحدة من وسائل الدفاع الرئيسية ضد الصواريخ الباليستية، باستخدام أسلحة اعتراضية جديدة من طراز "Aster 30" وافق عليها وزير الدفاع السابق بن والاس خلال فترة عمله وزيرا للدفاع. ومع ذلك، لم يتم تطوير هذه الأسلحة بعد.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع السابق والاس، أن بريطانيا قد تمتلك القدرة على امتلاك مدمرات من طراز"Type-45" تحرس شواطئ بريطانيا بشكل دائم، ومجهزة بأسلحة "Aster 30" المطورة، "يجب علينا أن نسعى فورًا إلى تسريع عملية التحديث، المخطط لها بالفعل، للأنظمة الصاروخية، في ضوء ما نراه في الشرق الأوسط".
أيضُا، يلفت التقرير، نقلًا عن مصادر دفاعية، التحذير من أنه "حتى لو أرادت وزارة الدفاع إرسال حاملة الطائرات إلى الخليج لدعم الولايات المتحدة وإسرائيل، فإنها لا تستطيع ذلك، لأن البحرية لا تملك ما يكفي من القوى البشرية والسفن النشطة".
وقال مصدر لـ"التليجراف": "من الواضح أن البحرية كانت تخفي حقيقة وجود مشكلة واضحة في إرسال البحارة إلى البحر. ليس لديهم ما يكفي من الأشخاص لتولي مهمة تشغيل السفن التي لديهم بالفعل، ناهيك عن السفن الجديدة".
مزيد من القوة
لدى المملكة المتحدة قوات من سلاح الجو الملكي البريطاني، وأصول عسكرية أخرى، في منطقة الشرق الأوسط كجزء من عملية"Shader"، وهي الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وبعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر الماضي، تم نشر قوات بريطانية إضافية في المنطقة.
وفي أبريل، عندما أطلقت إيران أكثر من 330 طائرة بدون طيار وصاروخًا ضد إسرائيل، أرسلت المملكة المتحدة طائرات تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني وطائرات للتزود بالوقود لاعتراض العديد من الطائرات بدون طيار.
وأثار ذلك تساؤلات حول ما إذا كانت المملكة المتحدة سترسل المزيد من القوة العسكرية إلى المنطقة، بما في ذلك حاملة الطائرات "HMS Queen Elizabeth" البالغة قيمتها 3 مليارات جنيه إسترليني.
ومع ذلك، كشفت صحيفة "التليجراف" أن نقص البحارة يعني أن حاملة الطائرات لم تكن في حالة استعداد مثالي للانتشار في البحر الأحمر للمساعدة في قتال الحوثيين، الذين بدأوا في مهاجمة طرق الشحن التجاري في أعقاب القصف الإسرائيلي على غزة.
ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع البريطاني السابق أن طائرات"F- 35"، وهي طائرات مقاتلة متفوقة تحلق من حاملة الطائرات، هي "مثال آخر على فشل المملكة المتحدة في تطوير قدراتها بشكل كاف".
وقال: "للأسف، وبسبب البطء في التحرك من جانب مكتب برنامج"F- 35" المشترك في الولايات المتحدة، فإن الطائرات البريطانية لا تستطيع التمتع بالمجموعة الكاملة من الأسلحة التي نود أن نضعها عليها".
وأضاف: "هذا يحد من فائدتها، ويعني أن طائرة"Typhoon" البرية لا تزال توفر أفضل قدرة هجومية في المنطقة."
وأكد أنه "بدون الصواريخ المناسبة، تصبح الطائرات البريطانية عديمة الفائدة". مُحذرًا أيضًا من أنه الطائرة الأمريكية المتفوقة مثل الطائرة البريطانية، وحذر من أن طائرة إف-35، مثل طائرة"Typhoon"، تحمل قنابل"Paveway" لتدمير أهداف عامة، وبالتالي ستصبح "عديمة الفائدة" بدورها في مسرح عمليات الشرق الأوسط.
وأكد والاس: "إذا تم تجهيز طائرات "F- 35" بشكل صحيح بالصواريخ المناسبة، فربما يكون من المفيد إرسالها، ولكن في الوقت الحالي ليس الأمر كذلك. "ستذهب إلى هناك وتحرس حاملات الطائرات الأمريكية ولن تعمل على تعظيم إمكاناتها".