الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

اختيار مفاجئ.. ترامب يستقطب الأقليات بوزيرة عمل من داعمي النقابات

  • مشاركة :
post-title
النائبة الجمهورية لوري تشافيز-ديريمر المرشحة لمنصب وزيرة العمل في إدارة ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

أعلن الرئيس المنتخب دونالد ترامب عن اختياره للنائبة الجمهورية لوري تشافيز-ديريمر؛ لتولي منصب وزيرة العمل في إدارته القادمة، في حين يأتي هذا الاختيار المفاجئ، وفقًا لما كشفته صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، ليعكس تحولًا جذريًا في مقاربة ترامب للعلاقة مع النقابات العمالية والطبقة العاملة الأمريكية، خاصة بعد الدعم الكبير الذي حصل عليه من هذه الشريحة في انتصاره على منافسته نائبة الرئيس كامالا هاريس.

خلفية سياسية غير تقليدية

وبحسب "بوليتيكو"، تمثل تشافيز-ديريمر البالغة من العمر 56 عامًا، اختيارًا غير تقليدي للغاية بالنسبة لإدارة جمهورية، فخلال فترة عملها في مجلس النواب، برزت كواحدة من أبرز الأصوات الجمهورية المؤيدة لحقوق العمال، وكانت من بين ثلاثة نواب جمهوريين فقط دعموا قانون PRO Act المثير للجدل، وهو تشريع يدعمه الديمقراطيون ويهدف إلى تعزيز قدرة العمال على تشكيل النقابات.

كما قامت برعاية تشريعات تدعم حقوق عمال السلامة العامة في المفاوضة الجماعية، ما جعلها تحظى بتأييد العديد من النقابات العمالية في ولاية أوريجون، رغم خسارتها مؤخرًا في الانتخابات النصفية أمام المرشحة الديمقراطية جانيل باينوم.

 وكشفت مصادر مطلعة لصحيفة "بوليتيكو" أن لقاءً حاسمًا جمع تشافيز-ديريمر مع ترامب في فلوريدا الخميس الماضي، حيث عرض عليها الرئيس المنتخب المنصب على الفور.

ويأتي هذا القرار ليعزز نفوذ ترامب وسط الأقليات، إذ تعد تشافيز-ديريمر ثاني شخصية من أصول لاتينية يختارها لحكومته الجديدة، إلى جانب السناتور ماركو روبيو، في إشارة واضحة إلى استراتيجية ترامب الناجحة في استقطاب أصوات اللاتينيين خلال الانتخابات الأخيرة.

تحالفات غير مسبوقة

وفي تطور يعكس التحولات العميقة في المشهد السياسي الأمريكي، كشفت "بوليتيكو" عن دور محوري لعبه رئيس نقابة Teamsters، شون أوبراين، في دفع ترشيح تشافيز-ديريمر للمنصب.

وتكتسب هذه الخطوة أهمية خاصة نظرًا لتقارب أوبراين مع الحزب الجمهوري خلال الدورة الانتخابية الماضية، ما يشير إلى تحول محتمل في العلاقات التقليدية بين النقابات العمالية والأحزاب السياسية الأمريكية.

ونقابة Teamsters، واسمها الرسمي "الأخوية الدولية لسائقي الشاحنات" تعد واحدة من أعرق وأكبر النقابات العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تأسست عام 1903، وتضم في عضويتها حاليًا أكثر من 1.3 مليون عامل أمريكي، ما يجعلها من أقوى النقابات تأثيرًا في المشهد العمالي الأمريكي.

وتواجه تشافيز-ديريمر، في حال تأكيد تعيينها من قبل مجلس الشيوخ، مهمة شاقة في إدارة وزارة تشرف على مجموعة واسعة من الوكالات المسؤولة عن تنظيم القوى العاملة الأمريكية وتطبيق قوانين العمل.

وتأتي لتخلف إدارة بايدن التي اشتهرت بسياساتها المؤيدة للعمال بشكل غير مسبوق، إذ دفعت خلال السنوات الماضية أجندة تقدمية شملت تعزيز حقوق تنظيم النقابات، وتنظيم أجور العمل الإضافي، وإعادة تصنيف العمال، وغيرها من القضايا الحساسة التي أثارت معارضة قوية من قطاع الأعمال.

معارضة يمينية وترحيب عمالي

وفي مشهد يعكس الانقسامات العميقة داخل المعسكر المحافظ، أشارت "بوليتيكو" إلى حملة منظمة قادتها مجموعات مناهضة للنقابات، مثل "التحالف من أجل مكان عمل ديمقراطي" و"اللجنة الوطنية للحق في العمل"، لمحاولة إقناع ترامب بالعدول عن اختيار تشافيز-ديريمر.

إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل، في إشارة إلى تصميم ترامب على المضي قدمًا في استراتيجيته الجديدة تجاه العمال.

ويرى مراقبون أن ترشيح تشافيز-ديريمر، يمثل أفضل سيناريو ممكن للمدافعين عن حقوق العمال والنقابات العمالية، خاصة عند مقارنتها بالأسماء الأخرى التي كانت مطروحة للمنصب، إذ كان من بين المرشحين المحتملين أندي بوزدر، الرئيس التنفيذي السابق لسلسلة مطاعم الوجبات السريعة، الذي سبق أن رشحه ترامب للمنصب نفسه خلال إداراته الأولى للسلطة دون نجاح، وبات بيتزيلا، نائب وزير العمل السابق في عهد ترامب، والذي يشغل حاليًا منصب عمدة مدينة باينهيرست في ولاية نورث كارولينا.