الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

راسـل فوت.. مهندس محافظ يستعد لإعادة تنظيم البيت الأبيض

  • مشاركة :
post-title
راسل فوت المرشح لمنصب مدير مكتب الميزانية في إدارة ترامب

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يتجه إلى تعيين راسل فوت، الذي شغل سابقًا منصب مدير مكتب الميزانية في البيت الأبيض، ليعود إلى هذا الدور الحساس، إذ من المتوقع أن يناقش الرئيس المنتخب حديثا أمر الترشيح مع فوت خلال اجتماع سيعقد قريبًا في منتجعه بمار-أ-لاجو.

يُعد فوت من أبرز المحافظين في واشنطن وأحد مهندسي مشروع "Project 2025"، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة المكتب التنفيذي للرئاسة.

وعلى الرغم من أن ترامب نأى بنفسه عن المشروع خلال حملته الانتخابية، لم يمنعه ذلك من التفكير في إعادة أحد أبرز مروجيه إلى فريقه.

إعادة تشكيل الحكومة

يتميز "فوت" بتوجهاته المتشددة تجاه الحكومة الفيدرالية، إذ يدعو إلى إعادة تعريف العلاقة بين السلطة التنفيذية والوكالات الحكومية، تحت مظلة ما يُطلق عليه "الدستورية الجذرية".

وتدعو هذه الفلسفة إلى التخلص من القيود القانونية الحالية التي يراها فوت عائقًا أمام العودة إلى المبادئ الأصلية للدستور الأمريكي.

من أبرز اقتراحاته إعادة تصنيف الموظفين المدنيين الفيدراليين، ما يسمح للرئيس بفصل الآلاف منهم وجعل وظائفهم خاضعة للتعيين السياسي، في حين كان ترامب بدأ هذا المشروع في يناير 2021 بإطلاق خطة "جدول F"، والتي كانت تهدف إلى تقليص دور البيروقراطية الحكومية وتعزيز السيطرة التنفيذية، لكن الوقت لم يسعفه لتنفيذها بالكامل قبل مغادرته منصبه.

تؤكد "واشنطن بوست" أن إعادة طرح هذه المبادرة تحت قيادة فوت، قد تواجه تحديات قانونية وسياسية ضخمة، إذ يرى منتقدوها أنها تتعارض مع القوانين التي تحمي الموظفين المدنيين من التأثيرات السياسية المباشرة.

راسل فوت ودونالد ترامب في البيت الأبيض 2019
تعاون متوقع

وتوقعت الصحيفة أن يعمل فوت عن قرب مع قسم جديد أُطلق عليه "وزارة كفاءة الحكومة"، يقوده كلٌ من الملياردير إيلون ماسك والمرشح الرئاسي السابق فيفيك راماسوامي.

يهدف هذا القسم إلى خفض الإنفاق الحكومي وإلغاء العديد من اللوائح التنظيمية التي يعتبرها المحافظون عبئًا على الاقتصاد الأمريكي.

في مقال مشترك نُشر في وول ستريت جورنال، أعلن ماسك وراماسوامي عن خططهما للعمل مع مكتب الميزانية في البيت الأبيض لتحقيق هذه الأهداف.

تعتمد هذه الخطة على نظرية قانونية مثيرة للجدل طوّرها فوت، تمنح الإدارة صلاحية إلغاء برامج الإنفاق دون الحاجة إلى موافقة الكونجرس.

هذه الخطة قد تُشعل مواجهات دستورية بين البيت الأبيض والكونجرس، ورغم ذلك، يعتقد ماسك وراماسوامي أن المحكمة العليا ستؤيد ترامب إذا وصلت القضية إلى القضاء.

تأثير العودة

تعيين "فوت" المتوقع لا يقتصر على إصلاح الميزانية فحسب، بل يمتد ليشمل إعادة هيكلة البيروقراطية الحكومية على نطاق واسع، إذ إن مكتب الميزانية في البيت الأبيض هو أحد أهم الأجهزة الحكومية، ويُشرف على إعداد الميزانية السنوية، ومراجعة اللوائح التنفيذية، وضمان توافق السياسات مع الأهداف العامة للإدارة.

خلال فترته الأولى في هذا المنصب، استخدم فوت سلطات المكتب بجرأة لتنفيذ أجندة ترامب، ما أكسبه سمعة كأحد أكثر الشخصيات ولاءً للرئيس.

يرى مارك شورت، المستشار السابق لنائب الرئيس مايك بنس، أن فوت "شخص ذكي ومخلص تمامًا لأهداف ترامب، وسيكون إضافة قوية لفريقه".

هذه الجرأة -بحسب "واشنطن بوست"- قد تُواجه بتحديات كبيرة في ظل التوازن السياسي الحالي، إذ إن أي محاولة لإجراء تغييرات جذرية في هيكلية الحكومة قد تؤدي إلى معارك طويلة مع الكونجرس والمحاكم، ما يجعل الطريق أمام ترامب وفوت محفوفًا بالصعاب.