من المتوقع أن يرسم تقرير الوظائف الشهرية في الولايات المتحدة، المنتظر صدوره غدًا الجمعة، صورة سيئة للاقتصاد الأمريكي، الذي يحتل صدارة الأولويات بالنسبة للمواطنين، قبل أيام فقط من انطلاق الانتخابات الرئاسية 2024، وهو ما يمكن أن يتم استغلاله سياسًا من جهة المرشح الجمهوري دونالد ترامب وأنصاره.
ويمتلك تقرير الوظائف الشهري، المعني بنمو الوظائف والبطالة، بحسب مجلة نيوزويك الأمريكية، القدرة على التأثير في الرأي العام، وتشكيل تصورات الناخبين في اللحظات الأخيرة أثناء الإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع في 5 من نوفمبر المقبل.
انحراف كبير
وتوقع خبراء الاقتصاد، أن يتضمن التقرير أكثر أرقام التوظيف الشهرية انحرافًا منذ سنوات، وذلك بسبب عدة أمور يأتي في مقدمتها الاضطرابات الناجمة عن إعصاري هيلين وميلتون، اللذين تسببا في دمار واسع داخل 5 ولايات أمريكية .
أيضًا تعد الإضرابات العمالية الكبرى، التي حدثت خلال سبتمبر وأكتوبر، والتي منها على سبيل المثال إضرابات عمال الموانئ، وإضراب عمال الماكينات في شركة بوينج، سببا آخر للعوامل التي عقّدت أي جهود مبذولة لإضافة قوة حقيقية لسوق العمل الأمريكية.
زيادة متواضعة
وتشير التقديرات، إلى أن تلك العوامل أدت إلى خفض نمو الوظائف بما يصل إلى 60 ألف وظيفة أو 100 ألف على أقصى تقدير، وهو ما سيعكس تباطؤ أرقام شهر أكتوبر في التوظيف، متوقعين أن تكون هناك زيادة متواضعة قدرها 120 ألف وظيفة لشهر أكتوبر.
ويمثل هذا الرقم الأخير انخفاضًا حادًا عن الزيادة القوية التي كانت غير متوقعة في سبتمبر، وفقًا للخبراء، والتي بلغت 254 ألف وظيفة، كما من المنتظر أن يظل معدل البطالة ثابتًا عند مستوى منخفض يبلغ 4.1%.
تداعيات سياسية
ودائمًا ما ينتقد الرئيس السابق دونالد ترامب ونائبه المنتظر جي دي فانس، إدارة جو بايدن بسبب ارتفاع التضخم، وعادة ما يتعهد بفرض رسوم جمركية شاملة على جميع السلع المستوردة، بحجة أن هذه الخطوة من شأنها تنشيط الصناعة الأمريكية وإعادة ملايين الوظائف في قطاع التصنيع.
أما المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فستعمل في المقابل، بحسب المجلة، على مواجهة تأثير تقرير الوظائف، بتقديرات مكتب التحليل الاقتصادي التابع لوزارة التجارة الأمريكية، التي أكد فيها أن الاقتصاد الأمريكي حافظ على النمو في الربع الثالث من العام، بمعدل بلغ 2.8% مع انحسار التضخم.