◄ دخلت عالم السينما من أجل استرداد هويتنا الفلسطينية
◄ الكيان الصهيوني يمارس جريمته أمام العالم في بث مباشر
◄ نتعرض لإبادة جماعية.. وأتمنى ألا يعتاد هذا المشهد الأليم
◄ الأجيال الجديدة واعية وقادرة على تحرير فلسطين
اهتم المخرج الفلسطيني رائد أنضوني بالفنون منذ الصغر، فور أن أدرك مفهوم الشجاعة وأنها تتلخص في القدرة على اكتشاف الذات، وخوض تجارب جديدة والابتعاد عن التقليدية، وانطلاقًا من هذا المبدأ، ولكونه فلسطينيًا يحمل بداخله واجبًا إنسانيًا، ومهمومًا بقضايا شعبه، اتجه إلى السينما بهدف الثأر من الكيان الصهيوني المحتل، وكشف حقيقته الكاذبة عبر أفلامه السينمائية، وتحطيم الصور النمطية للفلسطيني في السينما.
رائد أنضوني في حواره لموقع "القاهرة الإخبارية"، أكد أن ما يحدث في فلسطين من قِبل الكيان الصهيوني في وقتنا الحالي ما هو إلا انحدار وتعرٍ للإنسانية، إذ يقول: "الوضع في غزة كارثي ولا يمكن لعقل بشري تخيله، فالمُجرم يمارس جريمته على الهواء مباشرة ويرتكب مجازر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ دون ذنب أمام العالم كله".
ويضيف: "أتمنى ألا يعتاد هذا المشهد الأليم في عيون الناس نظرًا لتكراره واستمرار المجازر حتى الآن من قِبل المحتل الإسرائيلي، فنحن نعيش حالة من التطهير العرقي لشعب بأكمله على شاشات التلفزيون في بث مباشر، وأظن أن ما يحدث هو أسوأ صفحة في تاريخ الإنسانية".
استرداد الهوية
يشير المخرج رائد أنضوني إلى أنه يسهم في استرداد هويته والدفاع عن القضية الفلسطينية من خلال أفلامه السينمائية، ويقول: "دخلت عالم السينما من أجل الدفاع عن قضيتنا الفلسطينية، بعد أن تم إلغاؤنا كشعب وحضارة ووجود، بسبب جرائم الكيان الصهيوني، لذا أردت تفكيك وكشف كذب هذا المحتل، الذي طردنا من أرضنا ثم قال إنها كانت أرض فارغة وصحراء وأنهم عمّروها، وللأسف مثل هذا الخداع والكذب يصدقه بعض الحكومات والشعوب الغربية".
ويضيف: "يمثل الفن والسينما أهمية كبيرة في إيضاح الحقيقة، وكشف تضليل الكيان الصهيوني عبر سرد الحكايات بشكل واقعي، والتأثير في الأجيال التي تجهل وتغفل حقيقة دولة الاحتلال الإسرائيلي التي بُنيت على الكذب والتضليل، واليوم مطلوب منا كمؤثرين وسينمائيين تفكيك هذه الكذبة من خلال أعمالنا".
تحرير الإنسانية
يرى الفلسطيني رائد أنضوني أن مواقع التواصل الاجتماعي سهّلت الكثير على السينمائيين في كشف حقيقة الكيان الصهيوني وتعريته أمام العالم، ويقول: "أصبح في وقتنا الحالي أدوات كثيرة فعّالة بجانب السينما، ولدينا جيل جديد يستخدم وسائل العصر بطريقة ذكية، لذا لا بد على كل مبدع يمتلك إمكانات خاصة استغلال ذلك من أجل دعم القضية وإظهار الحقيقة، وتحرير الإنسانية من الكذب والخداع وتحقيق العدالة للعالم كله وليس لفلسطين".
ويضيف: "نحن كشعوب عربية لا بد لنا أن نتوحد وندعم بعضنا وألا نحارب الأفكار والأجيال الجديدة وأن نتقبل ثقافاتهم المختلفة، فهذه الأجيال واعية وقادرة أن تلعب دورًا مؤثرًا في تحرير فلسطين بطرق إبداعية ومختلفة، لذا لا بد من الوقوف بجانبهم لأن إقامة دولة إسرائيل هدفها السيطرة على الدول العربية وإخضاعها لها وليست القضية دولة فلسطين فقط".
اصطياد الأشباح
اختار رائد أنضوني انحيازه الإنساني عبر السينما وتقديم أفلامه بأسلوب جدي واقعي، وهذا ما فعله في فيلمه الأخير "اصطياد الأشباح"، إذ لم يتناول الأسير باعتباره ضحية مُطلقة، ولم يتناوله في الوقت نفسه كبطل مُطلق، بل كإنسان واقعي بما يمتلك من نقاط ضعف وقوة.
وتعد تجربة "اصطياد الأشباح" من التجارب المهمة والمؤثرة في دعم القضية الفلسطينية وكشف حقيقة الكيان الصهيوني أمام العالم الغربي، إذ حصد العديد من الجوائز في المحافل الدولية، أبرزها جائزة "الدب الفضي" كأفضل فيلم وثائقي في مهرجان برلين السينمائي.
يقول مخرج "اصطياد الأشباح": "تلقيت على هذا الفيلم طلبات عديدة من أجل عرضه في المهرجانات السينمائية، وهذه التجربة كانت مميزة وفريدة بالنسبة لي، فهذا العمل هو فيلم وثائقي مع إعادة تمثيل، إذ أصررت أن يكون أبطاله أسرى حقيقيين وليسوا ممثلين يتقمصون الشخصيات لتحقيق المستوى المطلوب من الواقعية، كما أنني طلبت منهم بناء مركز التحقيق الإسرائيلي الذين تعرضوا فيه للتعذيب واستحضار ذاكرتهم من أجل إعادة تمثيل المشاهد".
ويضيف: "أردت من خلال هذا العمل الحديث عن حياة المعتقلين بعد مغادرتهم السجن، فكانت تجربة مميزة من خلال معايشة واقعهم، ومعاناتهم وتوصيل هذه التجربة للعالم من خلال عمل سينمائي، ومن هنا تُبرز أهمية السينما في التقرب إلى الجمهور، وترك أثر كبير فيهم".
مهرجان تضامني
يوضح الفلسطيني رائد أنضوني أن فكرة إلغاء المهرجانات السينمائية تضامنًا مع غزة تتماشى مع عادات وتقاليد العرب، ولكن من الممكن استغلالها في دعم القضية الفلسطينية، إذ يقول: "من الممكن تحويل المهرجان بأكمله إلى مهرجان تضامني حول ما يحدث في غزة بكل فعالياته، وبالتالي يصبح الأمر إيجابيًا من خلال دعم القضية الفلسطينية واستغلال شعبية كل مهرجان في بلده لتفكيك وكشف كذب وجرم الكيان الصهيوني".
وحول ما إذا كان من الممكن استغلال ما يحدث في غزة حاليًا، وتقديمه في عمل سينمائي لتوثيق هذه الجرائم التي شهدتها دولة فلسطين من قِبل الكيان الصهيوني، يقول: "احتاج إلى حضن الألم الذي بداخلي وتحويله للغة سينمائية، فهذا الألم يجعلني عاجزًا وغير قادر، ولكن لا بد على المدى البعيد من توثيق هذه المجازر".