من واقع المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني والجرائم التي ترتكب في حقه من قبل الكيان الصهيوني، قرر المخرج الفلسطيني إياد أبو روك، توثيق هذا الواقع الأليم وصمود المقاومة الفلسطينية وتخليد ذكرى شهداء هذا الشعب المثابر الذي يريد العيش بسلام وكرامة على أرضه، في عمل سينمائي بعنوان "كارثة غزة"، ليكشف حقيقة هذا الكيان المجرم أمام العالم الذي يحاول التجاهل والتغافل عنها.
وأكد الفلسطيني إياد أبو روك لـ موقع "القاهرة الإخبارية" أن السبب وراء حماسه لتقديم فيلم "كارثة غزة" يرجع إلى رغبته الكبيرة في تجسيد الواقع الحالي وما يحدث من مجازر من قبل الكيان الصهيوني، إذ يقول: "نحن الآن في مرحلة الإعداد والكتابة وقريبًا نبدأ التصوير، وتدور أحداث الفيلم من واقع المعاناة التي عاشها شعبنا سواء كانت في الضفة الغربية أو قطاع غزة".
وأضاف: "تقديمي لهذا العمل من واقع الحال الذي يعيشه أهل غزة من كارثة حقيقية على كل المستويات الاقتصادية والإنسانية، ورسالتي الأساسية من هذا العمل هو لفت أنظار الغرب نحو القضية الفلسطينية لأنها من أهم القضايا الإنسانية والسياسية في العالم، وتحتاج إلى الاهتمام العالمي، فهذا الشعب الفلسطيني يسعى إلى تحقيق أبسط حقوقه وهي الحرية فلا بد للعالم أن يواصل السعي نحو إيجاد حل دائم وعادل يضمن حقوق الجميع ويسمح بالسلام والازدهار في المنطقة".
مشاهد إنسانية من الدرجة الأولى
وأشار مخرج فيلم "كارثة غزة" إلى أن العمل سيكون بلغات متعددة وهو ما يرجعه إلى أن المجتمع الغربي بعد أحداث 7 أكتوبر، بدأ يتساءل كثيرًا عما يحدث في فلسطين، بالإضافة إلى تفاعل وتعاطف الجمهور والشارع مع القضية الفلسطينية بشكل كبير للغاية، قائلًا: "الرسالة التي أراها وربما تتوافق مع العقل الأوروبي في أن القضية الفلسطينية تستحق أن يدعمها كل أحرار العالم".
وأضاف: "واجهني العديد من التحديات في أثناء الكتابة والإعداد للفيلم وهذا يرجع إلى وجود عائلتي تحت القصف في غزة، إذ كنت قلقًا عليهم، بجانب أن الضغط الزمني كان أكبر تحدٍ بالنسبة لي، إذ أردت تقديم هذا العمل بشكل سريع وفي الوقت نفسه التأني والحرص في التحضير حتى يظهر بالشكل المناسب، وأتمنى أن يصل لكل العالم بعد خروجه إلى النور".
وعن المشاهد التي سيعرضها الفيلم من هذا الواقع المرير، قال: "المشاهد المهمة التي أركز عليها إنسانية بالدرجة الأولى، إذ يسرد الفيلم معاناة الأطفال والمدنيين الذين عاشوا تحت القصف والدمار، وعدم احترام الكيان الصهيوني لأخلاقيات الحرب، وأن الوضع في غزة مرعب لكل العالم".
استغلال الإمكانات لدعم القضية الفلسطينية
وحول أهمية الفن في دعم القضية الفلسطينية وتسليط الضوء عليها، يقول أبو روك: "الفن يمتلك قدرة كبيرة على نقل الرسائل وإيصال القضايا الإنسانية، وفي حالة القضية الفلسطينية يمكن للفن أن يُلقي الضوء على تجارب الناس، ويعكس الجوانب الإنسانية والواقعية لهذه القضية ما يُسهم في تحقيق فهم أعمق وأوسع للقضية في المجتمعات الغربية التي بدت متشوقة لرؤية وسماع ما يحدث في غزة والضفة الغربية".
وأوضح: "من المهم أن يعبر كل فنان عن القضية الفلسطينية بشكل صادق ومستنير ويمكنهم استخدام صوتهم ومواهبهم الفنية للوعي بالقضية الفلسطينية، من خلال أعمالهم الفنية أو الفعاليات الخاصة، التبرعات أو حتى المشاركة في حملات توعية ونشر الوعي العام، إذ تلعب الأفلام دورًا مهمًا في توضيح معاناة الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية".
وتابع: "المشهد الفلسطيني مؤلم من كل الجوانب، لكن التضامن الدولي والتفاني الفلسطيني يعتبران مُحفزين قويين، ورسالتي للشعب الفلسطيني المثابر هي أنهم ليسوا وحدهم ونحن كفلسطينيين في المهجر نسعى دومًا لنكون معهم على المسافة نفسها من الدعم، ونوصل رسائلنا للمجتمع العالمي فهذا أمر مهم، ويجب الاستمرار في العمل نحو السلام والعدالة بروح الصمود والأمل".