على مدار أكثر من 50 عامًا نجحت السينما الفلسطينية في دعم القضية وكشف جرائم الكيان الصهيوني للعالم أجمع، إذ قدمت للجمهور صورًا حية عن معاناة الشعب الفلسطيني مع المحتل الإسرائيلي، وكان من أبرز المخرجين المُلهمين في السينما الفلسطينية، المخرج فايق جرادة، الذي أخرج العديد من الأفلام المؤثرة في القضية، منها "العنصرية"، و" ناجي العلي في حضن حنظلة" وغيرهما، إذ يُعد من أوائل السينمائيين الذين آمنوا بالصورة والسينما وقدرتها على الصمود والنضال في وجه العدو.
يؤكد المخرج الفلسطيني، فايق جرادة، لـ موقع "القاهرة الإخبارية"، أن الفن بكل مصنفاته وخاصة السينمائي يحمل القضايا الكبرى إلى العالم، إذ إن له قدرة على التأثير وتشكيل الوعي للجمهور، بجانب الحفاظ على الذاكرة الوطنية، ويقول: "قضايا الأمم متعددة، ولكن لا توجد أعمال فنية لهذه القضايا ولا توجد رؤى فنية إزاء القضايا المصيرية والمشتركة".
ويضيف: "القوى الناعمة والفن والسينما لهما دور مميز وقادر وفاعل ومتفاعل لشرح ما يحدث في فلسطين الآن، لذا علينا التكاتف من أجل إبراز أهمية الفن في مساندة القضية الفلسطينية وخلال السنوات الماضية وجدنا العديد من الأفلام العربية التي كشفت معاناة شعبنا الفلسطيني للعالم كله، وعبرت عن آلام وطموح وآمال هذا الشعب المناضل".
فلسطين رمز الطهارة في ذاكرة الأجيال
يُشير الفلسطيني فايق جرادة، إلى أن الأحداث الجارية لا بد أن توثق في أعمال فنية وأن يتم استغلال الإمكانيات الفنية في دعم القضية الفلسطينية، إذ يقول: "لا بد أن نؤمن بالعمل الفني وألا نترك غزة وحيدة والقدس وكل مدن الضفة بلا كاميرا، فهناك العديد من القصص التي تعبر عن جرح وآلام الشعب الفلسطيني، ولا بد من توثيقها عبر مسلسلاتنا وأفلامنا لتبقى فلسطين رمزًا الطهارة في ذاكرة الأجيال، وما علينا حاليًا كسينمائيين إلا التفكير الجيد ووضع البرمجة اللازمة والخطط المطلوبة؛ من أجل توثيق هذه الإبادة لجماعية، حيث أصبحت غزة الآن مسرحًا بل استديو كبيرًا للغاية لتصوير ما يحدث هناك من جرائم بحق الشعب الأعزل".
ويضيف: "العالم أصبح قرية صغيرة بفضل الصورة والسينما والتكنولوجيا، لذا أؤمن بأهمية الأفلام السينمائية وقدرتها على التغيير، ورسالتي دائمًا مفادها أننا شعب يؤمن بالحرية والاستقلال أسوة بشعوب الأرض، فلدينا الإمكانيات والمؤسسات والأرض والشعب لتؤهلنا بأن نكون دولة حرة في هذا الكون".
جرس يقرع في الضمير العالمي
كان للمخرج فايق جرادة تجربة مميزة ومؤثرة، بمثابة الصرخة المدوية في وجه هذا الكيان المتوحش العنصري من خلال فيلم "العنصرية"، وحول ذلك يقول: "هذا العمل جسّد عنصرية الكيان الصهيوني بأجهزته المختلفة، فهذا الاحتلال يعلّم أطفاله كره العرب ويدربهم على ذلك، لذا أردت تسليط الضوء على بناء جدار الفصل العنصري وعمليات الحفر في المسجد الأقصى وعزل السكان ومحاصرتهم وطرد العرب المسلمين والمسيحيين واستيلاء الإسرائيليين على منازل وأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم".
ويضيف: "هناك تحديات كثيرة واجهتني لخروج هذا العمل إلى النور، لكونه فيلمًا وثائقيًا يتناول قضايا وأشخاصًا حقيقيين؛ من أجل إيصال رسالة محددة، وهذا ما حرصت على فعله حتى تكون للعمل جدوى وتأثير على الجمهور، ولكن التحدي الأكبر يكمن في قبول الفيلم في المهرجانات السينمائية العربية".