منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وسّعت موسكو وبكين علاقاتهما من خلال التعاون في مجالات مختلفة، إضافة إلى المناورات العسكرية المشتركة، وما بين زيارات متبادلة كانت الزيارة الحالية لوزير الدفاع الروسي أندريه بيلوسوف إلى بكين.
سافر وزير الدفاع الروسي "بيلوسوف" إلى بكين لإجراء محادثات مع قيادة الجيش الصيني، إذ أكدت وزارة الدفاع الروسية أنه سيجري خلال زيارته سلسلة من المفاوضات مع القيادة العسكرية والسياسية بالصين، بحسب موقع "إن تي في" الألماني.
ونشرت وزارة الدفاع الروسية مقطع فيديو يُظهر بيلوسوف محاطًا بالجنود بينما كان في استقباله نظيره الصيني دونج جون على سجادة حمراء، وتأتي الزيارة غير المعلنة قبل أسبوع من قمة البريكس في كازان بروسيا، حيث من المتوقع أيضًا أن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينج وزعيم الكرملين فلاديمير بوتين.
وتأخذ مجموعة البريكس اسمها من الأحرف الأولى من أسماء أعضائها الخمسة الأوائل: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا.
وعمّقت موسكو وبكين علاقاتهما الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية على مدى العامين ونصف العام الماضي على خلفية الصراع في أوكرانيا، ومنذ ذلك الحين، أجرى البلدان العديد من التدريبات العسكرية المشتركة، بما في ذلك واحدة في بحر اليابان العام الماضي.
وبحسب الرئيس الروسي بوتين، كانت هذه أكبر مناورة مشتركة في العقود الثلاثة الماضية، وسط مزاعم الصين بأنها تتخذ موقفًا محايدًا في صراع حليفتها روسيا مع أوكرانيا، ومع ذلك، يتهم الغرب بكين بانتظام بتزويد روسيا بالدعم الاقتصادي، وهو أمر بالغ الأهمية في حربها على أوكرانيا.
وتتعرض الصين لضغوط غربية؛ بسبب الاشتباه في أنها تزوّد روسيا بسلع مدنية يستخدمها الكرملين أيضًا لأغراض عسكرية، وعلى الأخص في حربه ضد أوكرانيا، وقد هددت الولايات المتحدة بكين بفرض عقوبات عليها في عدة مناسبات.
وأمام تلك التهديدات، أعلنت وزارة التجارة الصينية تقييد بعض وظائف الطائرات بدون طيار، في خطوة قد ينظر لها على أنها سعي من بكين لتجنب الإجراءات العقابية.
ووفقًا لوزارة التجارة الصينية، فإن هذه الخطوة تهدف إلى منع استخدام الطائرات بدون طيار في أنشطة إرهابية أو في انتشار أسلحة الدمار الشامل، وسيتم أيضًا إدراج أجهزة التصوير بالأشعة تحت الحمراء، وأجهزة الليزر لعرض الأهداف وأجهزة قياس القصور الذاتي عالية الدقة في قائمة مراقبة الصادرات.
ولا تزال الصين شريكًا تجاريًا مهمًا لروسيا، رغم انهيار الصادرات الصينية إلى روسيا مرة أخرى في أبريل الماضي، إلا أن التجارة الثنائية نمت بشكل عام في الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام بنسبة 7.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي لتصل إلى 543.7 مليار يوان (70 مليار يورو).
ووفقًا لمعهد IFO ومقره ميونخ، فإن نحو ثلث المنتجات الخاضعة للعقوبات مفقودة في روسيا مقارنة بفترة ما قبل الحرب بسبب قيود التصدير التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والدول الغربية الأخرى، إلا أن الصين هي أهم بلد منشأ بديل للمنتجات الخاضعة للعقوبات بالنسبة لروسيا.
وبناءً على ذلك، فإن 61% من جميع المنتجات الخاضعة للعقوبات تأتي الآن من الجمهورية الشعبية، وفي عام 2021، بلغت هذه النسبة 35% فقط.
وفي المقابل تستفيد الصين من واردات الطاقة الروسية الرخيصة والقدرة على الوصول إلى موارد طبيعية هائلة، بما في ذلك إمدادات الغاز المستمرة عبر خط أنابيب "قوة سيبيريا".