يرسم المواطنون في ليتوانيا، الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، بوصلة الحكومة جديدة، في ظل الانتخابات البرلمانية، التي تحظى بأهمية في ظل المنافسة على "فيلنيوس" بين الغرب، وروسيا التي تسعى لإعادتها إلى أحضانها مرة أخرى.
وترتفع التوترات السياسية في ليتوانيا بشكل خاص على خلفية الحرب في أوكرانيا والوضع الجيوسياسي الذي تعيشه البلاد، بحسب "دويتش فيله".
وتقع ليتوانيا على الحدود مع جيب كالينينجراد الروسي وبيلاروسيا، ما يزيد من تفاقم الوضع الأمني، وفي هذه الأجواء المتوترة، بدأت الانتخابات النيابية التي ستجرى على جولتين.
ونظرًا لموقعها على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فإن ليتوانيا في وضع مكشوف بشكل خاص في الصراع الجيوسياسي مع روسيا.
ترى ليتوانيا أن الحرب في أوكرانيا تشكل تهديدًا مباشرًا لأمنها، ولهذا السبب، تخطط ألمانيا لنشر لواء جاهز للقتال بشكل دائم يضم ما يصل إلى 5000 جندي في وندسوير بليتوانيا.
وقد تكون هناك دلائل على حدوث تغيير في السلطة بليتوانيا بعد الانتخابات البرلمانية، الدولة البلطيقية العضوة في حلف شمال الأطلسي، وهو ما أشارت إليه استطلاعات الرأي الأخيرة.
ويبقى مستقبل ليتوانيا في يد نحو 2.4 مليون مواطن لهم حق الانتخاب، وفي الجولة الأولى من جولتي التصويت، سيتم تحديد توزيع 70 مقعدًا برلمانيًا باستخدام التمثيل النسبي، وفي غضون أسبوعين، سيتم اتخاذ القرار بشأن 71 ولاية مباشرة في التمثيل الشعبي في فيلنيوس، المعروفة باسم "سيماس".
يأمل الديمقراطيون الاشتراكيون المعارضون في الفوز بالانتخابات وفقًا لاستطلاعات الرأي، فإن القوة الأقوى قد تكون حزب الديمقراطيين الاشتراكيين المعارض، في حين أن حزب اتحاد الوطن المحافظ الذي تتزعمه رئيسة الوزراء إنجريدا سيمونيتي، الذي يحكم مع حزبين ليبراليين، جاء أخيرًا في المركز الثالث فقط.
ويحظى الحزبان الرئيسان بوجهات نظر متشابهة إلى حد كبير بشأن السياسة الخارجية والدفاعية، على سبيل المثال الدعوة إلى التوجه الغربي الواضح نحو الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي فضلًا عن الدعم الحازم لأوكرانيا في معركتها الدفاعية ضد روسيا.
ومن المرجّح أن تنجح ست قوى سياسية في دخول البرلمان بأغلبية وحيدة، وهو ما لا يبدو واقعيًا بالنسبة لأي حزب، وتُظهر أحدث استطلاعات الرأي تغيرًا محتملًا في المشهد السياسي: إذ يتقدم الحزب الديمقراطي الاشتراكي المعارض بنسبة 18%، يليه حزب فجر نيموناس الموالي لبوتين، الذي يحقق نتائج جيدة، أما حزب اتحاد الوطن المحافظ الحاكم، الذي يشكّل الحكومة مع حزبين ليبراليين وتتزعمه رئيسة الوزراء إنجريدا سيمونيتي، فقد احتل أخيرًا المركز الثالث فقط.
قبل 20 عامًا، أصبحت ليتوانيا جزءًا من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، منذ الحرب بين روسيا وأوكرانيا، إذ واصلت البلاد توسيع نطاق حمايتها لحدودها، خوفًا من الهجوم الروسي المحتمل، إذ تم استثمار ما يقرب من 50 مليون يورو لتأمين الحدود.
ومنذ سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014، قامت ليتوانيا بإجراء تحسينات هائلة على جانبها من الحدود، باستثمار ما يقرب من 50 مليون يورو، على الأسوار الشائكة ومراقبة الحدود، وتعد المخاوف بشأن روسيا عميقة الجذور فقد انضمت إستونيا ولاتفيا وليتوانيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي ومنظمة حلف شمال الأطلسي لمدة 20 عامًا.