تدخل المرشحة الديمقراطية في الانتخابات الأمريكية كامالا هاريس، مناظرتها المرتقبة ضد منافسها الرئيس السابق دونالد ترامب وهي تدرك حجم المخاطر والمكافآت المحتملة.
تُعتبر هذه المناظرة لحظة فارقة في مسيرتها السياسية، إذ ستتيح لها فرصة إعادة تقديم نفسها للناخبين ومحاولة إقناع الفئات المترددة بقدرتها على قيادة البلاد نحو التغيير.
تحديات أمام هاريس
بالنسبة لهاريس، فإن هذه المناظرة تُعتبر تحديًا كبيرًا، حيث تعرف أن الناخبين الأمريكيين قد كوّنوا آراءهم حول ترامب بالفعل، بينما لا يزال عدد كبير منهم غير متأكد مما إذا كانت هاريس هي الخيار الأنسب.
ولإسقاط ترامب في الانتخابات المقبلة، تحتاج هاريس إلى كسب دعم المستقلين والجمهوريين المعارضين لترامب، بالإضافة إلى شرائح متنوعة من الناخبين البيض، اللاتينيين، والأمريكيين الأفارقة.
ورغم أن هاريس شغلت منصب نائبة الرئيس لأكثر من ثلاث سنوات، فإنها تسعى خلال هذه المناظرة لتصوير نفسها كمرشحة للتغيير، مقابل ترامب الذي تراه رمزًا للانقسام، ستعمل جاهدة على نفي الاتهامات التي يوجهها لها المرشح الجمهوري بأنها "ليبرالية خطيرة"، وتسعى بدلًا من ذلك لإبراز صورة أكثر اعتدالًا وخبرة.
ضغط متزايد
وتقع على هاريس، البالغة من العمر 59 عامًا، ضغوط كبيرة في هذه المناظرة، حيث تعد الفرصة الأولى التي ستُعرض فيها كرئيسة محتملة على جمهور كبير، وفي حال إخفاقها في هذه المناظرة، قد لا تحصل على فرصة أخرى لترك انطباع قوي لدى الناخبين.
ورغم الدعم الذي حصلت عليه هاريس بعد استبدالها بالرئيس بايدن على بطاقة الحزب الديمقراطي، فإن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت تساويها مع ترامب في العديد من الولايات المتأرجحة.
فقد أظهر استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" ومؤسسة سيينا، أن 31% من الناخبين قالوا إنهم بحاجة لمعرفة المزيد عن هاريس، مقارنة بـ 12% فقط قالوا ذلك عن ترامب.
ماذا ينتظر الناخبون؟
يتوقع أن يركز ترامب خلال المناظرة على مهاجمة هاريس بسبب مواقفها السياسية السابقة، وخاصة تلك التي تبنتها خلال حملتها الرئاسية لعام 2020.
وأشار جيسون ميلر، مستشار حملة ترامب، إلى أن الرئيس السابق سيركز على وصف هاريس بالمرشحة الليبرالية التي تخلت عن مواقفها من أجل كسب ود الناخبين.
من جهتها، تدرك هاريس أن كثيرًا من الناخبين يبحثون عن معرفة المزيد حولها، لذا يُتوقع أن تحاول إبراز الفروقات الجوهرية بينها وبين ترامب في مجالات السياسة المختلفة، خصوصًا فيما يتعلق بحقوق الإجهاض.
مالماضي والمستقبل
وستحاول هاريس استغلال سلوك ترامب العدواني والهجمات الشخصية المتكررة التي يشنها ضد خصومه، بينما يتطلع فريقها إلى أن يظهر ترامب غضبه ومزاجه المتقلب الذي ظهر خلال حملاته الانتخابية السابقة.
ويُتوقع أن يكون ترامب أكثر عدوانية في المناظرة، وقد ألمح خلال عطلة نهاية الأسبوع إلى رغبته في سجن خصومه السياسيين إذا فاز في الانتخابات.