الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

من هو "النازي الأسود" الذي يهدد مستقبل ترامب الرئاسي؟

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في ولاية كارولينا الشمالية، التي تتوقف عليها طموحات الرئيس السابق دونالد ترامب للفوز بالرئاسة مرة أخرى، يواجه الحزب الجمهوري أزمة كبيرة تتعلق بمرشحه لمنصب حاكم الولاية، مارك روبنسون، الذي أثيرت حوله فضيحة خطيرة قد تؤثر على فرص الجمهوريين في الانتخابات.

تأتي هذه الفضيحة بعد كشف تحقيق أجرته شبكة "سي إن إن" عن نشاطات مشبوهة لـ"روبنسون" على الإنترنت، التي شملت تصريحات مثيرة للجدل وأفكار متطرفة تهدد مستقبل الجمهوريين في الولاية المتأرجحة.

روبنسون.. من مرشح إلى فضيحة

أظهرت تحقيقات أجرتها "سي إن إن" أن مارك روبنسون، المرشح الجمهوري لمنصب حاكم ولاية كارولينا الشمالية، شارك في نشر محتوى مثير للجدل على أحد المواقع الإباحية بين عامي 2008 و2012. خلال هذه الفترة، استخدم روبنسون اسم "minisoldr" لنشر تصريحات عنصرية وتأييد لفكرة العبودية، وكتب روبنسون في إحدى تعليقاته: "العبودية ليست أمرًا سيئًا، بعض الناس يحتاجون أن يكونوا عبيدًا"، كما أبدى تأييده لهتلر في إحدى تدويناته.

هذا الكشف كان صادمًا، خاصة أن روبنسون هو أول مرشح أسود لمنصب حاكم الولاية، وقد اعتمد ترامب عليه بشكل كبير في حملته الانتخابية بالولاية، ورغم محاولات حملة ترامب لإقناع روبنسون بالانسحاب من السباق الانتخابي، رفض المرشح الاستجابة، ما يهدد بتأثير هذه الفضيحة على فرص ترامب في الفوز بولاية حاسمة.

تصريحات متطرفة

من بين أكثر التصريحات إثارة للجدل التي نشرها روبنسون، كانت تلك التي وصف فيها نفسه بـ"النازي الأسود" وأعلن تفضيله لهتلر على الوضع الحالي في واشنطن، كما هاجم روبنسون، وبشكل مباشر، مارتن لوثر كينج، رمز النضال من أجل حقوق السود في أمريكا، ووصفه بألفاظ مهينة.

ولم تتوقف تصريحاته المثيرة للجدل عند هذا الحد، إذ أعرب روبنسون عن كراهية عميقة للمسلمين واليهود، وكتب تعليقات معادية للسامية في أكثر من مناسبة، وفي عام 2021، صرّح بأن المدارس ينبغي أن تعلّم الأطفال قضايا مثل المثلية الجنسية والمتحولين جنسيًا.

ردود الفعل على الفضيحة

رغم هذه التصريحات الصادمة، لا يزال لدى روبنسون قاعدة من المؤيدين في ولاية كارولينا الشمالية، حيث يستمر بعض الناخبين في دعمه، وقد أجرت شبكة "بي بي سي" مقابلات مع بعض مناصريه، الذين عبّروا عن استعدادهم لمواصلة تقديم الدعم المالي والسياسي له، رغم الفضيحة.

إحدى المؤيدات، أديل ووكر، صرّحت للشبكة البريطانية قائلة: "ما قاله روبنسون هو مسألة شخصية تخصه، وهي ليست قضيتي"، وتُظهر هذه التصريحات مدى الانقسام الذي تسببت فيه الفضيحة، حتى داخل أوساط الحزب الجمهوري.

التأثير على ترامب

من المؤكد أن فضيحة روبنسون ستؤثر سلبًا على فرص ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، إذ تعتبر ولاية كارولينا الشمالية واحدة من الولايات المتأرجحة التي يمكن أن تكون حاسمة في تحديد نتيجة السباق الرئاسي، وكان باراك أوباما، في عام 2008، هو آخر ديمقراطي يفوز بهذه الولاية، ومنذ ذلك الحين ظلت الولاية جمهورية.

وتشير التقديرات إلى أن خسارة الدعم في هذه الولاية يمكن أن تجعل من المستحيل على ترامب العودة إلى البيت الأبيض، ووفقًا لما نقلته "واشنطن بوست"، فإن روبنسون يواجه ضغوطًا كبيرة من حملة ترامب ومن قيادات الحزب الجمهوري للانسحاب من السباق الانتخابي، لكن روبنسون يصر على مواصلة حملته ضد المرشح الديمقراطي، جوش ستاين، المدعي العام الحالي لولاية كارولينا الشمالية.

مستقبل الجمهوريين في الولاية

على الرغم من الفضائح والتصريحات المثيرة للجدل، ما زال روبنسون يحظى بدعم قوي من بعض القواعد الجمهورية في الولاية، ومع ذلك، فإن هذه الفضيحة قد تدفع المزيد من الناخبين الديمقراطيين إلى المشاركة بكثافة في الانتخابات المقبلة، ما قد يقلب الموازين لصالح الديمقراطيين ويؤثر على مستقبل الجمهوريين في الولاية وعلى طموحات ترامب الرئاسية.

وفي ختام هذه الأزمة، يبقى السؤال الأهم: هل سيتمكن الحزب الجمهوري من تجاوز هذه الفضيحة؟.. وهل ستؤثر هذه الأزمة على فرص ترامب في استعادة الرئاسة؟.. الأيام المقبلة ستكشف المزيد حول مدى تأثير "النازي الأسود" على مستقبل السياسة الأمريكية.