في واحدة خطوات الولايات المتحدة الأمريكية للاستعداد على ما يبدو للمعركة المستقبلية مع الصين، يعكف الجيش الأمريكي على تطوير مطار على جزيرة تينيان الصغيرة في المحيط الهادئ، كان له دور هام في إنهاء الحرب العالمية الثانية عبر استخدامه لإلقاء القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي.
وتعد جزيرة تينيان النائية، التي تقل مساحتها عن 40 ميلًا مربعًا، واحدة من الجزر الثلاث الرئيسية في جزر ماريانا الشمالية، وهي سلسلة من الجزر الصغيرة ذات الكثافة السكانية المنخفضة في غرب المحيط الهادئ والتي تشكل الحدود الغربية للولايات المتحدة، إلى جانب المركز العسكري الرئيسي في جوام على بعد حوالي 100 ميل إلى الجنوب.
الحرب العالمية
وتخطط وزارة الدفاع الأمريكية لتجهيز قاعدة مطار نورث فيلد بتكلفة تقرب من نصف مليار دولار، بحسب صحيفة نيوزويك، لمساعدة الولايات المتحدة في ردع الجيش الصيني أو هزيمته، حيث تقع الصين على مسافة أقل من 1500 ميل من الجزيرة وغيرها من مناطق التوتر في آسيا.
وكانت جزيرة تينيان معروفة بقيمتها الاستراتيجية أثناء الحرب العالمية الثانية، وبعد أن استولى عليها الحلفاء في عام 1944 بدأت البحرية في بناء ما كان آنذاك أكبر قاعدة جوية في العالم، تحتوي على أربعة مدارج بطول 8500 قدم ومدرجات صلبة تدعم ما يصل إلى 265 قاذفة.
وبعد 50 عامًا أصبحت القاعدة غير مستخدم وفي حالة سيئة، ووفقًا للمجلة، يتم إعادة نورث فيلد إلى الحياة بموجب مفهوم عملياتي جديد للقوات الجوية الأمريكية يسمى Agile Combat Employment، أو ACE، والذي يوزع الوحدات والقدرات إلى مجموعات أصغر.
التخطيط الدفاعي
وأصبح مطار نورث فيلد فيما بعد قاعدة انطلاق لشن هجمات بالقنابل على البر الرئيسي لليابان، حيث انطلقت منه قاذفتين نفذتا أول استخدام للأسلحة النووية في تاريخ البشرية على هيروشيما وناجازاكي، وأدى ذلك إلى تجنيب القوات الأمريكية غزوًا دمويًا ومكلفًا.
وتضع مبادرة الردع التي أطلقها البنتاجون في المحيط الهادئ التهديد الصيني متعدد المجالات في طليعة التخطيط الدفاعي الأمريكي، وبحسب الصحيفة من المنتظر أن تتخصص القاعدة في عمليات للتزود بالوقود والإقلاع والهبوط ومواقف الطائرات، لدعم العمليات في مسرح المحيطين الهندي والهادئ الواسع.
المواقع العسكرية
وأكد المتحدث باسم القوات الجوية في المحيط الهادئ الكابتن كيث بيدن لـ"نيوزويك" أن التحسينات تهدف إلى زيادة قدرة المطار على التعامل مع العمليات الروتينية والطارئة، مشيرًا إلى أن مطار تينيان، سيضمن قدرة القوات الجوية على " تلبية متطلبات المهمات.
وكشف القائد الأمريكي على أن التخطيط أخذ في الحسبان الصواريخ الباليستية بعيدة المدى التي تمتلكها الصين، والتي يمكنها الوصول إلى المواقع العسكرية الأمريكية في مختلف أنحاء المنطقة، بما في ذلك جوام، التي تضم أيضًا قواعد حيوية للبحرية ومشاة البحرية.
التهديد المتطور
وتمتلك القوة الصاروخية الصينية اليوم مجموعة متنوعة من الصواريخ التقليدية والنووية التي يصل مداها إلى 3400 ميل، ويُعتقد أن الصاروخ الباليستي متوسط المدى DF-26، المعروف باسم "جوام إكسبريس"، قادر على ضرب الأراضي الأمريكية.
ذلك التهديد المتطور أجبر الجيش الأمريكي على بناء بنية دفاعية جديدة تضم أسلحة متعددة برية وبحرية وجوية، مثل الصاروخ القياسي 3 ونظام الدفاع الصاروخي للمناطق المرتفعة الطرفية، المعروف باسم ثاد، حيث يهدف برنامج ACE إلى جعل المواقع العسكرية أكثر صعوبة في الاستهداف.
وتشكل تينيان منطقة انطلاق مثالية للقوة العسكرية الأمريكية ووفقًا للصحيفة فالجزيرة تبعد 1500 إلى 1700 ميل عن مضيق تايوان، فضلًا عن بحري الصين الشرقي والجنوبي المتنازع عليهما، حيث توجد نزاعات إقليمية طويلة الأمد بين اليابان والفلبين، وهما حليفان للولايات المتحدة بموجب المعاهدة.