تسعى تايوان إلى محاولات تقويض سيطرة الصين على غرب المحيط الهادئ، وإجهاض محاولاتها للسيطرة على تايبيه، مستشهدة بمعاهدة "إيجون" الذي تنازلت فيها الصين لروسيا عن جزء من أراضيها.
وقال رئيس تايوان "لاي تشينج تي" إن صراع الصين مع تايوان لا يتعلق بسلامة أراضيها، بل تريد القيادة الصينية فرض هيمنتها على منطقة غرب المحيط الهادئ، بحسب مجلة "دير شبيجل" الألمانية.
رفض رئيس تايوان مطالبات الصين بالأراضي التايوانية، مشيرًا إلى تنازل الصين التاريخي عن أراضيها لروسيا، قائلًا: "إذا كان الأمر يتعلق بسلامة الأراضي، فلماذا لا تستعيد الصين الأراضي التي احتلتها روسيا وتنازلت عنها في معاهدة إيجون".
وفي إشارة إلى الأراضي الصينية السابقة الخاضعة للسيطرة الروسية، شكّك "لاي" في مطالبة الصين المفترضة بسلامة الأراضي، بل إن نية الصين لمهاجمة تايوان تسترشد بهدف تغيير النظام الدولي القائم على القواعد واكتساب الهيمنة في غرب المحيط الهادئ.
معاهدة إيجون
بموجب معاهدة إيجون، تنازلت أسرة تشينج عن مساحات كبيرة من الأراضي للإمبراطورية الروسية في منتصف القرن التاسع عشر، وتشكل هذه المنطقة الآن جزءًا كبيرًا من الحدود الروسية الصينية على طول نهر أمور.
وتصف الصين معاهدة إيجون بأنها واحدة مما يسمى بـ"المعاهدات غير المتكافئة" مع القوى الأجنبية لأنها أبرمت تحت الإكراه وفي وقت ضعف الصين.
الرئيس التقدمي
وفي مايو الماضي، أدى لاي تشينج تي اليمين الدستورية رئيسًا جديدًا لجمهورية تايوان الجزيرة الواقعة في شرق آسيا، وأدى سياسي الحزب التقدمي الديمقراطي البالغ من العمر 64 عامًا ونائب الرئيس هسياو بي خيم اليمين في المقر الرئاسي في تايبيه صباح اليوم الاثنين، ليخلف تساي إنج وين كرئيس للدولة، الذي لم يعد مسموحًا له بالترشح بعد فترتين في المنصب.
وفي 13 يناير الماضي، حقق مرشح يسار الوسط لاي فوزًا واضحًا في الانتخابات الرئاسية بنحو 40% من الأصوات، إلا أنه في الوقت نفسه فقد الحزب التقدمي الديمقراطي أغلبيته في البرلمان ويعتمد الآن على التعاون مع باقي الأحزاب.
صراع تاريخي
وتقع جزيرة تايوان في شرق آسيا على بُعد نحو 130 كيلومترًا من البر الرئيسي الصيني، وتبلغ مساحتها تقريبًا مساحة سويسرا، وفي القرن الـ17 كانت تايوان جزئيًا مستعمرة إسبانية وهولندية.
بعد نهاية الحرب الصينية اليابانية الأولى في عام 1895، انتقلت الجزيرة، التي كانت تسمى آنذاك فورموزا، إلى القوة المنتصرة لليابان، واحتج السكان وأسسوا تايوان، بعد استسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، سقطت الجزيرة في يد الصين عام 1945.
انتهت الحرب الأهلية الصينية في الأول من أكتوبر عام 1949، أعلن ماو تسي تونج، الثوري الشيوعي، جمهورية الصين الشعبية، ومن ذلك الوقت حكمت تايوان نفسها.