أدانت محكمة أمريكية، أمس الأربعاء، ضابط وكالة المخابرات المركزية السابق ألكسندر يوك تشينج ما بالسجن لمدة عشر سنوات، بعد إدانة الرجل البالغ من العمر 71 عامًا، في مايو الماضي، بالتجسس لصالح الصين.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن الحكم جاء نتيجة لاتفاق إقرار بالذنب. وتجنب المتهم الحكم عليه بعقوبة أطول، من خلال الاعتراف بدوره في نقل معلومات سرية إلى مكتب أمن الدولة (الاستخبارات الصينية) في شنجهاي.
وعمل تشينج ما في وكالة الاستخبارات الأمريكية في الفترة من عام 1982 إلى عام 1989. واتهم بالتآمر مع أحد أقاربه -الذي عمل أيضًا في الوكالة- لتسليم "كمية كبيرة" من المعلومات المتعلقة بالدفاع الوطني إلى جواسيس صينيين مقابل 50 ألف دولار أمريكي في عام 2001.
بعدها، تم تعيينه من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبعد مرور عامين، تقدم بطلب للحصول على وظيفة عالم لغوي في المكتب الفيدرالي في هاواي. وتم القبض على المواطن الأمريكي المولود في هونج كونج لأول مرة في أغسطس 2020.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن "مكتب التحقيقات الفيدرالي، على علم بعلاقات تشينج ما مع الاستخبارات الصينية، وقام بتعيينه كجزء من خدعة لمراقبة والتحقيق في أنشطته واتصالاته مع جهاز أمن الدولة"، مضيفة أنه عمل بدوام جزئي لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي بين عامي 2004 و2012.
الإقرار بالذنب
وفق ما نقلت الوكالة الفرنسية عن وزارة العدل الأمريكية في مايو الماضي، أقر تشينج ما بتزويد السلطات الصينية في عام 2001 "بكمية كبيرة من المعلومات المصنفة سرية بشأن الدفاع الوطني الأمريكي"، رغم أنه لم يعد موظفًا في الوكالة منذ 12 سنة خلت.
ووفق ما أعلنت الوزارة، عقد الضابط السابق لقاءً مع ممثلين عن مكتب أمن الدولة في شنجهاي، دبّره عميل آخر للوكالة الأمريكية، كان أحد أقرباءه ومولودًا في المدينة الصينية، قبل أن يحصل على الجنسية الأمريكية.
وأشار بيان الوزارة إلى هذا الشخص باسم "المتآمر رقم 1"، موضحًا أنه في ختام اليوم الثالث من اللقاء الذي عُقد في أحد فنادق هونج كونج "قدّم عناصر الاستخبارات الصينيون مبلغ 50 ألف دولار أمريكي نقدًا للمتآمر رقم 1، واتفق تشينج ما والمتآمر رقم 1 في حينه أيضاً على الاستمرار" في مساعدة الاستخبارات الصينية.
وفي 2006 أقنع الجاسوس المتآمر رقم 1 بتوفير هويات شخصين على الأقل، ظهرا في صور أعطتها الاستخبارات الصينية له.
واعترف تشينج ما بأن هذه المعطيات، إضافة إلى ما قدّمه في 2001 "ستُستخدم للإضرار بالولايات المتحدة أو لصالح السلطات الصينية".