في ليلة سياسية حاسمة، تترقب الساحة السياسية الأمريكية، في التاسعة مساء الثلاثاء بتوقيت شرق الولايات المتحدة (الرابعة من صباح الأربعاء بتوقيت القاهرة)، المناظرة النارية بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب الرئيس السابق، والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس نائبة الرئيس الأمريكي، وفي ظل هذه المواجهة، كشفت حملة ترامب عن بعض خطوط الهجوم التي من المتوقع أن يستخدمها مرشحهم ضد هاريس، في وقت تتزايد فيه المخاوف حول التأثير المحتمل لهذه المناظرة على نتائج الانتخابات الرئاسية المقبلة.
الهجوم على هاريس
واستعرض المتحدث باسم حملة ترامب، جيسون ميلر، مجموعة من النقاط التي سيعتمد عليها ترامب في هجومه على كامالا هاريس خلال المناظرة التي ستذيعها قناة "إي بي سي نيوز"، ومن أبرز هذه النقاط، زعم "ميلر" أن هاريس تتحكم بشكل كبير في إدارة الرئيس جو بايدن، وتتحمل المسؤولية عن قضايا مثل التعامل مع الهجرة غير الشرعية على الحدود الأمريكية المكسيكية، ومشاركتها في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن السياسات المالية والتحفيز الاقتصادي.
وأكد "ميلر" أن هاريس كانت المحرك الرئيسي وراء انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، وهي خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الساحة السياسية الأمريكية، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
استعداد ترامب للمناظرة
وفيما يتعلق باستعدادات ترامب للمناظرة، أكد "ميلر" أن الرئيس السابق سيكون "على طبيعته"، مشيرًا إلى أن هذه المناظرة ليست مجرد مواجهة تقليدية، بل فرصة لترامب لعرض سجله وأفكاره بطريقة مباشرة دون أي تصنع.
وأضاف "ميلر" أن ترامب أجرى تدريبات غير رسمية استعدادًا للمناظرة، من خلال إجراء مقابلات إعلامية طويلة وقصيرة، إضافة إلى مشاركته في مؤتمرات صحفية وخطابات جماهيرية، ما يجعله جاهزًا للإجابة عن جميع الأسئلة المحتملة.
هجوم على تاريخ هاريس
تتوقع حملة ترامب أن يهاجم الرئيس السابق سجل كامالا هاريس كمدعية عامة، حيث يرى أن مواقفها كمدعية كانت متناقضة وتغيرت مع مرور الوقت، ويدلل ترامب على ذلك بتصريحاتها التي أدلت بها لشبكة CNN، إذ قالت إن "قيمها لم تتغير"، وهو ما اعتبره فريق ترامب فرصة لمهاجمتها والتشكيك في مواقفها السابقة.
وقبيل المناظرة، كشفت حملة ترامب عن تأييد 47 من المدعين العامين السابقين للرئيس السابق، في خطوة تسعى من خلالها الحملة لتعزيز موقف ترامب في مواجهة هاريس التي كانت تعمل كمدعية عامة في السابق، ومن المتوقع أن يستخدم ترامب هذا التأييد لإبراز الفجوة بينه وبين هاريس في مجال القانون والعدالة.
تساؤلات ميلانيا واستطلاعات الرأي
في سياق متصل، نشرت السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترامب مقطع فيديو أثارت فيه تساؤلات حول محاولة اغتيال زوجها خلال تجمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا، واستقال رئيس جهاز الخدمة السرية الأمريكي بعد هذه الحادثة التي أثارت جدلاً واسعًا حول الفجوات الأمنية في حماية ترامب.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقارب كبير بين المرشحين، حيث حصلت كامالا هاريس على دعم 49% من الناخبين، مقابل 48% لدونالد ترامب، وهذا التقارب يعكس حالة من الترقب الشديد لدى الناخبين، ما يزيد من أهمية هذه المناظرة وتأثيرها المحتمل على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024.
وفقًا لاستطلاع أجرته "Marist College"، فإن 72% من الناخبين الأمريكيين يخططون لمتابعة المناظرة، مع توقع 30% من هؤلاء الناخبين أن تؤثر المناظرة بشكل كبير على قرارهم الانتخابي.
مناظرة سياسية حاسمة
ووفق "سي إن إن"، تشكل هذه المناظرة لحظة مفصلية في الحملة الانتخابية للرئاسة الأمريكية لعام 2024، فبالنسبة لدونالد ترامب، تمثل فرصة لإعادة تقديم نفسه كقائد قوي وصاحب سجل حافل.
بينما تسعى هاريس لإثبات جدارتها بالمنصب وإقناع الناخبين بأنها الخيار الأفضل لقيادة البلاد في السنوات المقبلة. في النهاية، ستكون هذه المناظرة محط أنظار الجميع، حيث يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في تغيير مسار الانتخابات المقبلة.