الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هجوم أوكرانيا الجريء على كورسك.. انتصار يواجه مخاطر استراتيجية

  • مشاركة :
post-title
جندي أوكراني يقوم بدورية في منطقة سودجا الروسية

القاهرة الإخبارية - عبدالله علي عسكر

في السادس من أغسطس المنصرم، أطلقت القوات الأوكرانية هجومًا غير متوقع على منطقة كورسك الروسية، معتمدة على عنصر المفاجأة والسرعة، وهو هجوم هدفه تجاوز الدفاعات الروسية وتثبيت موطئ قدم في الداخل الروسي.

ووفق تقرير لمجلة "فورين أفيرز " الأمريكية، فبعد ثلاثة أسابيع من العمليات المستمرة، سيطرت أوكرانيا على مساحات واسعة من الأراضي داخل المدينة الروسية وتحتفظ بمئات الأسرى الروس، ما يثير التساؤلات حول كيفية استثمار هذا النجاح التكتيكي في مكاسب استراتيجية أو سياسية.

نجاح أولي ومخاطر التوسع

تسبب هجوم كورسك في تغيير السرد الكئيب للحرب الأوكرانية، ما رفع الروح المعنوية للقوات الأوكرانية وأعاد المبادرة إلى يد كييف، هذا الهجوم أحرج موسكو وأظهر ضعف استعدادها لصد العمليات الهجومية على طول الحدود.

ورغم ذلك، ورغم استيلاء أوكرانيا على أراضٍ روسية، إلا أن النجاح التكتيكي لم يتم ترجمته بعد إلى مكاسب استراتيجية دائمة، حيث تواجه أوكرانيا عدة تحديات، فلم يُسفر الهجوم عن سحب كبير للقوات الروسية من الجبهات الشرقية، بل على العكس، كثّفت روسيا جهودها في مناطق مثل دونيتسك.

ومع اقتراب فصل الشتاء، قد تجد أوكرانيا نفسها مجبرة على التنازل عن الأراضي أو التعامل مع أعباء لوجستية إضافية، كما أن التحفظ على كورسك قد يصبح ورقة ضغط في أي مفاوضات محتملة مع موسكو.

التأثير على الجبهة الروسية

أدى الهجوم الأوكراني إلى زعزعة موقف موسكو، حيث لم تكن القوات الروسية متمركزة بشكل جيد لصد الهجوم، ما جعل الكثير منهم يستسلمون بسرعة، ورغم ذلك، تمكنت روسيا من إعادة تنظيم دفاعاتها واستعادة بعض الأراضي في مناطق أخرى من أوكرانيا.

ويظل السؤال: إلى أي مدى تنوي أوكرانيا الاحتفاظ بمنطقة كورسك.. وما تكاليف هذا القرار على الجبهة الشرقية؟

رغم النجاح الأولي للهجوم الأوكراني على كورسك، إلا أن التحديات المقبلة كبيرة، ونجاح كييف في تحويل هذا النصر التكتيكي إلى مكاسب استراتيجية يعتمد على قدرتها في الاحتفاظ بالأراضي والموازنة بين الخطط الهجومية والدفاعية.

مخاطر التوسع المفرط

وتحمل أوكرانيا مخاطرة كبيرة بتركيز قواتها في كورسك، ما قد يؤدي إلى إضعاف خطوطها الدفاعية في الجبهة الشرقية. أما روسيا، فمن جانبها، لا تزال تحتفظ بتفوق في القوى البشرية والمعدات، ما يجعل التحديات المستقبلية لأوكرانيا مضاعفة، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وتصاعد الضغوط على مناطق مثل بوكروفسك.

وعلى الرغم من أن الهجوم أعطى أوكرانيا دفعة معنوية وعسكرية، إلا أن كييف تسعى أيضًا إلى استخدام كورسك كورقة ضغط في أي مفاوضات مستقبلية. ورغم أن النجاح في الاحتفاظ بالأراضي الروسية يمكن أن يعزّز موقفها السياسي، إلا أن التكلفة البشرية والمادية لهذا الخيار قد تكون مرتفعة للغاية.

التداعيات على العلاقات الدولية

ويأتي الهجوم على كورسك في ظل توتر العلاقات الدولية والانتخابات الأميركية المقبلة، ما قد يدفع كييف للتفاوض من موقع أقوى. ومع استمرار الدعم الغربي لأوكرانيا، خاصة في مجال الأسلحة والذخائر بعيدة المدى، قد يكون هذا الهجوم جزءًا من استراتيجية أكبر تهدف إلى تغيير مسار الحرب على المدى الطويل.

وقد تكون معركة كورسك حاسمة في تحديد مسار الحرب الأوكرانية-الروسية، لكنها في الوقت ذاته تحمل مخاطر كبيرة. هل تستطيع أوكرانيا تحويل هذا النصر التكتيكي إلى مكاسب دبلوماسية تضعها في موقف تفاوضي أقوى؟ أم أن روسيا ستستغل أي نقاط ضعف لتعزيز مواقعها؟

أوكرانيا تواجه مخاطر استراتيجية وتحديات في كورسك الروسية