كشف رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) ويليام بيرنز، عما أسماه بوجود "خطر حقيقي" حول أن تستخدم روسيا الأسلحة النووية التكتيكية خلال الحرب الروسية الأوكرانية. مشيرًا إلى أن الاختراق المفاجئ للروس في شمال شرق البلاد أثار مخاوف من أن يستخدم بوتين الإجراءات الأكثر تطرفًا، ما تسبب في موجة من النشاط الدبلوماسي.
وقال "بيرنز"، اليوم السبت، في حديثه لأول مرة إلى جانب رئيس وكالة الاستخبارات الخارجية البريطانية (MI6): "كانت هناك لحظة في خريف عام 2022 عندما أعتقد أن هناك خطرًا حقيقيًا من الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية التكتيكية".
وأضاف: "لقد أرسلني الرئيس للتحدث مع نظيري الروسي سيرجي ناريشكين في نهاية عام 2022 لتوضيح عواقب هذا النوع من التصعيد، وقد واصلنا أن نكون مباشرين للغاية بشأن هذا الأمر".
ونقلت صحيفة "التليجراف" عن مدير الاستخبارات الأمريكية قوله: "لا أعتقد أننا نستطيع أن نتحمل الترهيب من خلال هذا التهديد، ولكن يتعين علينا أن ننتبه إلى ذلك".
وقال ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني: "هناك طرف واحد فقط يتحدث عن التصعيد النووي وهو بوتين".
وأضاف: "إنه أمر غير مسؤول إلى حد كبير. لكن لن يشعر أحد في الغرب بالترهيب من مثل هذه الأفكار، أو أي سلوك آخر من جانب الدولة الروسية".
عقيدة نووية
كان "بيرنز" قد هرع إلى العاصمة التركية أنقرة في نوفمبر 2022 للقاء ناريشكين، فيما كان يُعتقد أنه أول اجتماع شخصي بين كبار المسؤولين الاستخباراتيين من البلدين منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير من العام نفسه.
وفي بيان صدر في ذلك الوقت، قال البيت الأبيض: "إنه -بيرنز- ينقل رسالة بشأن عواقب استخدام الأسلحة النووية من قِبل روسيا، ومخاطر التصعيد على الاستقرار الاستراتيجي".
قبلها، في أكتوبر 2022، ثارت مخاوف من هجوم روسي محتمل تحت غطاء كاذب، بعد أن ادعى وزير الدفاع الروسي -آنذاك- سيرجي شويجو أن أوكرانيا ستستخدم "قنبلة قذرة" مشعة.
كما زعمت وسائل إعلام روسية رسمية أن كييف كانت تجمع مواد نووية لاستخدامها في ساحة المعركة عبر "قنبلة قذرة" أو "سلاح نووي منخفض التأثير"، بينما زعم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه من الواضح أن روسيا نفسها تخطط لشن هجوم بالقنبلة القذرة.
وفي يونيو الماضي، في خطابه الذي ألقاه في المنتدى الاقتصادي الدولي الذي انعقد في سان بطرسبرج، أشار بوتين إلى العقيدة النووية الروسية، حيث ذكرت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أنه "ربما يتطلع إلى تغيير العقيدة النووية لروسيا، وسط الحرب المستمرة مع أوكرانيا".
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن الرئيس الروسي قوله: "هذه العقيدة أداة حية، ونحن نراقب بعناية ما يحدث في العالم من حولنا، ولا نستبعد إجراء بعض التغييرات على هذه العقيدة.. لقد نشأت مثل هذه الحالة".
كان بوتين تحدث خلال الأشهر الماضية مع العديد من وكالات الأنباء الدولية، وذكر العقيدة النووية الروسية، مضيفًا: "لسبب ما، يعتقد الغرب أن روسيا لن تستخدمها أبدًا".
وأضاف الرئيس الروسي: "لدينا عقيدة نووية.. وإذا كانت تصرفات شخص ما تهدد سيادتنا وسلامة أراضينا، فإننا نعتبر أنه من الممكن لنا استخدام جميع الوسائل المتاحة لنا. ولا ينبغي أن يؤخذ هذا بشكل سطحي". وهذا المبدأ يسمح لروسيا باستخدام الأسلحة النووية إذا استخدمت دولة أخرى سلاحًا نوويًا ضدها، أو إذا "تعرّض وجود الدولة ذاته للخطر".