تصاعدت حدة الخلاف بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، والنائبة الرئيسة كامالا هاريس، حول زيارة ترامب لمقبرة أرلينجتون الوطنية في واشنطن العاصمة، حيث يُدفن المحاربين القدامى، إذ إنه وسط تبادل للاتهامات بشأن استغلال الزيارة لأغراض سياسية، تدخلت عائلات المحاربين القدامى في الخلاف، ما أضفى بُعدًا إضافيًا على الأزمة.
وجاءت زيارة ترامب لمقبرة أرلينجتون الوطنية لتكريم 13 جنديًا أمريكيًا قتلوا في كابول عام 2021، خلال عملية إجلاء الولايات المتحدة من أفغانستان.
عائلات الجنود تؤيد ترامب
شارك ترامب منشورات لثماني عائلات من "عائلات المحاربين القدامى" التي فقدت أبناءها في أفغانستان، تؤيد فيها زيارته للمقبرة وتنتقد هاريس.
وقال مارك شميتز، والد الرقيب البحري جاريد شميتز، في مقطع فيديو: "لماذا أردنا ترامب هناك؟ ليس لمساعدة حملته السياسية، بل أردنا زعيمًا، هذا يفسر لماذا لم تتلقَ أنتِ وجو اتصالًا".
اتهامات بتسيس الزيارة
من جانبها، اتهمت هاريس ترامب بـ"ازدراء الأرض المقدسة من أجل مسرحية سياسية"، في إشارة إلى مزاعم بأن مساعدي ترامب دفعوا موظفًا في المقبرة جانبًا لتصوير ترامب وهو يضع إكليلًا من الزهور، بما يخالف قواعد المقبرة التي تحظر الأنشطة السياسية.
وفي خطوة جديدة، طالب الديمقراطيون في الكونجرس، الجيش بتقديم تقرير حول ما جرى في المقبرة.
ونشرت هاريس تغريدة قالت فيها: "لن أسيّس أبدًا مثل هذا الحدث"، مضيفة أن مقبرة أرلينجتون "ليست مكانًا للسياسة".
دعم وهجوم
انضمت السياسية السابقة تولسي جابارد، إلى صفوف المؤيدين لترامب، قائلة إنها شهدت "ذكرى خاشعة وجادّة وتكريمًا لهؤلاء الأرواح التي فُقدت".
ودافع السناتور توم كوتون عن ترامب، مشيرًا إلى أن عائلات الجنود دعته إلى الزيارة.
وامتد الخلاف ليشمل حاكم ولاية يوتا، سبنسر كوكس، الذي نشر صورًا من الزيارة على حسابه الرسمي، قبل أن يعتذر لاحقًا، قائلة: "تكريم من يخدمون لا ينبغي أن يكون سياسيًا'".
معركة كلامية بين الجانبين
فتح الخلاف بابًا لمعركة كلامية بين مؤيدي ترامب والديمقراطيين، مع اتهامات متبادلة بالاستغلال السياسي للزيارة، إذ اعتبرت هاريس أن ترامب "ازدري الأرض المقدسة"، رد مارك شميتز، قائلًا إن العائلات أرادت ترامب هناك ليكون "زعيمًا" لهم في تلك اللحظة الصعبة، على حد قوله.
استياء جمهوري ونفي البيت الأبيض
عبّر الجمهوريون عن استيائهم من غياب الرئيس جو بايدن وهاريس عن الزيارة، على الرغم من دعوتهما من قبل بعض العائلات، وفقًا للسناتور توم كوتون.
وقال كوتون إن "بايدن كان على الشاطئ، وهاريس كانت في قصرها بواشنطن.. كانت على بعد أربعة أميال فقط".
من جهة أخرى، نفى مسؤول في البيت الأبيض ومساعد لهاريس رواية السناتور كوتون وجابارد بشأن دعوة بايدن وهاريس للزيارة، وفقًا لشبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية، ما يُظهر تناقضات في الروايات حول الزيارة المثيرة للجدل.
تبعات الحادثة على ترامب
رغم تأكيدات ترامب بأن الزيارة كانت بدعوة من عائلات الجنود القتلى، إلا أن الحادثة تلقي بظلالها على حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية، 2024، إذ طالب الديمقراطيون في الكونجرس، الجيش بتقديم تقرير حول ما جرى، في خطوة قد تؤدي إلى مزيد من الجدل السياسي.