شنت روسيا أكبر هجوم جوي لها على الإطلاق ضد أوكرانيا، يوم الاثنين، مما أدى إلى إصابة البنية التحتية للطاقة في جميع أنحاء البلاد. وشنت المزيد من الضربات صباح الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وفي حين لم تكشف الحكومة الأوكرانية وشركات الطاقة الكبرى في البلاد عن حجم الاضطراب الناجم عن الهجوم، إلا أنه من الواضح أنه أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص.
وقالت " نوفورزيتسكا" التي تعمل من منزلها في جيتومير، غرب كييف، " لشبكة CNN: "إن انقطاع الكهرباء يعني عدم استطاعتي إنجاز العمل، وحين تم فصل التيار، أدركت على الفور أن اليوم سيشهد صراعًا".
عندما هاجمت مئات الصواريخ والطائرات الروسية المسيرة، أوكرانيا صباح يوم الاثنين، انقطع التيار الكهربائي عن "نوفورزيتسكا" ثم انقطعت إمدادات المياه على الفور بعد ذلك. وقالت "نوفورزيتسكا": "لا نمانع حقيقة عدم وجود كهرباء أو مياه، نحن أكثر قلقًا على حياتنا".
وأعلنت شركة الطاقة الخاصة الأكبر في أوكرانيا "دي تيك" عن انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق يوم الاثنين، بما في ذلك كييف وأوديسا ودنيبروبيتروفسك ودونيتسك.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني "دينيس شميهال" للصحفيين يوم الثلاثاء: "المهمة الرئيسية هي تجاوز الشتاء، وتوفير إمدادات الطاقة للبنية التحتية الحيوية والناس والاقتصاد"، مشيرًا إلى أن التركيز الآن ينصب على الإصلاح وإعادة البناء. وأضاف: "نحن نفعل هذا طوال الوقت، بعد كل قصف روسي يتم تخصيص مليارات الدولارات وجلب المعدات إلى أوكرانيا".
في كييف، أنشأت السلطات "نقاطًا لا تقهر"، وهي خيام ومناطق أخرى حيث يمكن للناس شحن أجهزتهم الإلكترونية واستخدام الإنترنت أثناء انقطاع التيار الكهربائي.
وزارت شبكة CNN العديد من هذه النقاط وكانت جميعها فارغة. ويحمل العديد من الأشخاص إمدادات الطاقة الاحتياطية جنبًا إلى جنب مع الضروريات الأخرى.
ودفعت الهجمات المتكررة على البنية التحتية للطاقة أيضًا العديد من المدن الأوكرانية إلى الاستثمار في الطاقة الشمسية. وقال عمدة كييف "فيتالي كليتشكو" إن المدينة تدعم شراء المولدات والألواح الشمسية من قبل التعاونيات السكنية والشقق السكنية حتى تتمكن من الاستقلال عن شبكة الطاقة.
كما وضعت الحكومة تخفيضات ضريبية ومنحًا لمساعدة الناس في الحصول على المعدات. وقال ماكسيم هولوبتشينكو، وهو باريستا يبلغ من العمر 25 عامًا في كييف، إن مولد الكهرباء في مقهاه ينقذه من الاضطرار إلى الإغلاق في كل مرة ينقطع فيها التيار الكهربائي بعد الضربات الروسية. وقال إن هذا يحدث مرة واحدة تقريبًا في الشهر في الوقت الحالي.
وبالنسبة لـ"إينا" البالغة من العمر 87 عامًا من أوديسا، فإن انقطاع التيار الكهربائي الحالي يعيد ذكريات طفولتها. قالت لشبكة CNN: "لقد نجوت بالفعل من الحرب العالمية الثانية وتتجدد لدى معاناة العيش في حرب، اشتريت بعض الشموع وأتمنى أن نفوز بهذه الحرب في أسرع وقت ممكن وبأقل عدد من الضحايا. يجب أن ينتهي هذا الصراع".
تستهدف روسيا شبكة الطاقة في أوكرانيا منذ الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، لكن هذا العام بدأت موسكو في استهداف مرافق توليد الطاقة على وجه التحديد سواء محطات الطاقة الحرارية ومحطات الطاقة الكهرومائية وحتى مرافق تخزين الطاقة.
وفي المقابل، تحاول الحكومة الأوكرانية، تحصين شبكة الطاقة حتى تتمكن من تحمل الضربات، أولاً بتغليفها لحمايتها من الشظايا ثم استخدام دفاعات من الخرسانة المسلحة يمكنها تحمل بعض الضربات المباشرة.
قال رئيس الوزراء "دينيس سميهال" يوم الثلاثاء إن التدابير تعمل بنجاح، إذ هاجمت عشرات الصواريخ محطات فرعية يوم الاثنين وفقدنا كمية صغيرة جدًا من معداتنا من عشرات الضربات أمس بفضل الحماية".
وذكر أن: "أوكرانيا تجرب هياكل حماية ضخمة بحجم ثلاثة ملاعب كرة قدم لتغطية محطات طاقة أكبر، مضيفًا أنها باهظة الثمن للغاية حيث تبلغ تكلفة مثل هذه الحماية 4.5 مليار دولار، هذا مبلغ لا يصدق من المال لا يرغب الشركاء في تقديمه وهو ليس في ميزانية الدولة".