تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ الليلة الماضية، عدوانها الواسع على محافظات الضفة الغربية، أسفر حتى اللحظة عن استشهاد 9 فلسطينيين، وعشرات الإصابات بالرصاص والاختناق، واعتقالات، ودمار كبير في البنية التحتية.
وفرضت قوات الاحتلال بتعزيزات عسكرية حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
وتصعيد الاحتلال عدوانه على محافظات الضفة الغربية، يأتي تنفيذًا لتصريحات وزير الخارجية الاحتلال يسرائيل كاتس، بأنه "يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء".
وباستشهاد الفلسطينيين التسعة في جنين وطوباس، يرتفع عدد الشهداء في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع أكتوبر 2023 إلى 660 شهيدًا.
جنين
استُشهد خمسة فلسطينيين، وأصيب آخرون بجروح، برصاص الاحتلال، الذي فرض حصارًا على المؤسسات الطبية، إذ قطع الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصر مستشفى الشهيد خليل سليمان، ومقري جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض، إضافة إلى فرض حصار وإغلاق مداخل مدينة جنين كافة.
وتفرض قوات الاحتلال في هذه الأثناء حظرًا للتجول على الحي الشرقي من مدينة جنين، ومنعت خروج الفلسطينيين من منازلهم.
طولكرم
تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، إذ ألحقت دمارًا واسعًا في بنيته التحتية وممتلكات الفلسطينيين، وأخطرتهم بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم قبل المغادرة.
ودمرت جرافات الاحتلال خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات الفلسطينيين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.
ودفعت تلك القوات بعشرات الآليات تجاه المخيم، المدعومة بالجرافات الثقيلة، وفرضت طوقًا عسكريًا مُشددًا عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به.
وتتمركز آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديدًا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، إذ تقتحم منازل الفلسطينيين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحال والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتمنع الدخول إليهما والخروج منهما، وتعيق حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وتُخضعهم للتفتيش والتدقيق في الهويات.
طوباس
وفي طوباس، استُشهد الشقيقان الطفلان مراد ومحمد مسعود جعايصة "13 و17 عامًا"، والشابان إبراهيم عبدالقادر غنيمي "22 عامًا"، وأحمد صالح نبريصي "23 عامًا"، جرّاء قصف نفذته طائرة مسيرة للاحتلال على مخيم الفارعة، جنوب طوباس، فيما أصيب آخرون بجروح.
واقتحمت قوات الاحتلال المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، رفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
وداهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.
رام الله
أصيب طفل وشابان برصاص الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم، في بلدتي قراوة بني زيد وعبوين شمال غرب رام الله، واعتُقل 7 فلسطينيين.
وأصيب طفل وشاب بالرصاص الحي في منطقة الحوض، خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام الاحتلال قراوة بني زيد، الذي أغلق مداخلها.
وفي عبوين، أصابت قوات الاحتلال شابًا بالرصاص الحي في أسفل الظهر، خلال مواجهات دارت عقب اقتحام البلدة، وجرى نقله إلى المستشفى، إذ وُصفت إصابته بالمستقرة.
وفي قرية سنجل شمال مدينة رام الله، نصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية عند مفترقاتها، وفتشت المركبات، ودققت في هويات الفلسطينيين، كما ألقت منشورات تهددهم فيها.