الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الأكبر منذ الانتفاضة الثانية.. الاحتلال يشن عدوانا واسعا على الضفة الغربية

  • مشاركة :
post-title
آليات الاحتلال تداهم مدن الضفة الغربية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة، تعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية في عام 2000، إذ شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، وأسفرت حتى الآن عن سقوط العديد من الشهداء والجرحي، وتدمير كبير في البنى التحتية.

وقدرت وسائل إعلام فلسطيني الضحايا بـ20 شهيدًا وجريحًا حتى الآن، جرّاء العدوان الإسرائيلي والاقتحامات التي تستهدف قرى ومدن الضفة الغربية، من مساء أمس.

شاركت في العدوان على شمال الضفة الغربية، طائرات مروحية ومسيرات، وأعداد كبيرة من الآليات العسكرية المعززة بالجرافات.

وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارًا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.

في جنين، اقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال المدينة من حاجز الجلمة العسكري، وتمركزت في محيط مستشفيي جنين الحكومي، وابن سينا، وسط اندلاع مواجهات عنيفة.

وأغلق جيش الاحتلال جميع مداخل مدينة جنين، وتشمل العملية العسكرية الواسعة تغطية جوية كبيرة، ومئات الجنود، كما يستخدم الجيش الجرافات.

وفي طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال المخيم، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، رفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

وفي طولكرم، اقتحمت قوات الاحتلال المدينة من محورها الغربي، وانتشرت في أحيائها وتحديدًا شارع نابلس ودوار اكتابا وحي الرشيد في ضاحية ذنابة، وجبل النصر على مدخل مخيم نور شمس شرقًا، ونشرت فرق المشاة والقناصة في الأحراش والمزارع المحيطة بالمخيم، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.

ودفعت قوات الاحتلال بأربع جرافات ثقيلة مدعومة بمزيد من الآليات العسكرية الى طولكرم، وشرعت بهدم وتجريف بركسات لصيانة المركبات على الشارع الغربي في محيط مسجد المرابطين يعود لعائلة سعادة.

كما قامت بتجريف البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي "المحاكم" غرب المدينة، وأغلقت المكان بسواتر ترابية، وخربت محيط دوار اليونس في الحي الشمالي في طولكرم، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة في ضاحية اكتابا، وقصفت طائرة مسيرة للاحتلال موقعًا في حارة المنشية بمخيم نور شمس.

وقال جيش الاحتلال، إنه بدأ منذ ساعات الفجر الأولى من اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة تستهدف مسلحين في جنين وطولكرم وطوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وأكدت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية، أن العملية التي بدأها جيش الاحتلال شمال الضفة هي الأوسع منذ عملية "السور الواقي" في عام 2002، وأنها تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات كبيرة.

و"السور الواقي" عملية عسكرية شنها جيش الاحتلال، مارس 2002، في جميع أنحاء الضفة الغربية المحتلة، قتل خلالها عشرات الفلسطينيين، كما حاصرت الرئيس السابق ياسر عرفات في مقر إقامته بمدينة رام الله.

وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بأن العملية واسعة وعلى مستوى فرقة عسكرية. وقالت إن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك" وقوات المستعربين انضمت لجيش الاحتلال في عملياته، مضيفة أن الجيش يستخدم مروحيات ومقاتلات بشكل واسع.

وتوقعت الصحيفة أن تستمر العملية العسكرية الواسعة في مخيمات شمال الضفة الغربية عدة أيام، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إن جيش الاحتلال سيقوم بإخلاء مناطق سكنية إذا لزم الأمر، على غرار ما يجري في غزة.

وحسبما ذكرت القناة الـ14 الإسرائيلية، استنفر جيش الاحتلال آلاف الجنود من وحدات خاصة، استعدادًا لهذه العملية الواسعة، التي تستهدف أساسًا مدن شمال الضفة، وإن وحدات خاصة من جيش الاحتلال وحرس الحدود ووحدة تابعة للشاباك تشارك فيها. وأكدت أن عددًا كبيرًا من الجنود وصلوا مخيم الفارعة في طوباس على متن مروحيات عسكرية.

وفي إشارة إلى الأسباب الكامنة وراء إطلاق هذه العملية العسكرية الواسعة، نقلت القناة الإسرائيلية عن مسؤولين عسكريين إن "الوضع في الضفة الغربية بات مصدر قلق جدي لإسرائيل".

من جانبه، قال يسرائيل كاتس، وزير الخارجية الإسرائيلي، إن جيش الاحتلال يعمل بشكل مكثف في جنين وطولكرم شمال الضفة الغربية لإحباط ما وصفها بـ"البنى التحتية الإرهابية" التي أقيمت هناك، مضيفًا أن إيران تعمل على إنشاء جبهة إرهابية في الضفة الغربية على غرار غزة ولبنان.

وأكد كاتس، أن التعامل مع التهديد في الضفة الغربية المحتلة يجب أن يتم بنفس الطريقة التي نتعامل بها مع غزة، وقال كاتس: "علينا أن نتعامل مع التهديد مثلما نتعامل مع البنية التحتية الإرهابية في غزة، بما في ذلك الإخلاء المؤقت للسكان وأي خطوات مطلوبة. هذه حرب على كل شيء وعلينا أن ننتصر فيها".

ويرى محللون أن جيش الاحتلال والمستوى السياسي في إسرائيل يستغلان حرب الإبادة في قطاع غزة لخلق واقع جديد بالضفة الغربية المحتلة، لا سيما التصريحات الرسمية حول ضم الأراضي C، التي تشكل 60% من مساحة الضفة الغربية.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدًا في عمليات الاقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 10 أشهر على قطاع غزة.

ووفق مصادر رسمية فلسطينية، خلفت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان الضفة أكثر من 640 شهيدًا ونحو 5400 جريح، منذ 7 أكتوبر الأول الماضي، كما تم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في مداهمات نفذها جيش الاحتلال لمدن الضفية الغربية المحتلة.

وكانت منظمة "السلام الآن" غير الحكومية الإسرائيلية، ذكرت في تقرير أن عدد المستوطنات العشوائية والطُرق الجديدة المقامة للمستوطنين ازداد "بشكل غير مسبوق" في الضفة الغربية المحتلة منذ بداية الحرب على غزة، مشيرة إلى أن تل أبيب أنشأت 9 "بؤر استيطانية" منذ ذلك الوقت.

وشهدت الضفة الغربية المحتلة ارتفاعًا حادًا في أعمال العنف منذ وقوع هجمات 7 أكتوبر، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى "تهميش" الفلسطينيين هناك، وفق المنظمة.

ويعيش نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، التي يسكنها أيضًا 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات تعترف بها إسرائيل، لكنها غير قانونية بموجب القانون الدولي.

وفي يونيو، أعلن الاحتلال أنه سيقنن وضع 5 مواقع في الضفة الغربية، وستنشئ 3 مستوطنات جديدة، وستسيطر على مساحات واسعة من الأراضي، يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم المستقلة عليها، ما أجج الغضب الفلسطيني.