الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

سياسي فلسطيني: إسرائيل تغطي على فشلها في غزة بعدوانها على الضفة

  • مشاركة :
post-title
قوات الإحتلال تشن عدوانا واسعا على الضفة الغربية

القاهرة الإخبارية - محمود غراب

بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، عملية عسكرية واسعة شمال الضفة الغربية المحتلة، تعد الأكبر منذ الانتفاضة الثانية في عام 2000، إذ شملت مدن ومخيمات جنين وطولكرم ونور شمس والفارعة وطوباس، وأسفرت حتى الآن عن سقوط العديد من الشهداء والجرحي، وتدمير كبير في البنى التحتية.

وقال الدكتور أسامة شعث، السياسي الفلسطيني وأستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات خاصة لموقع" القاهرة الإخبارية"، إن هذا العدوان البري الهمجي الجديد يستهدف الشعب الفلسطيني، وهو استكمال لمخطط التدمير والإبادة والتهجير القسري للشعب الفلسطيني الذي بدأته عصابات المستوطنين وقوات الاحتلال مسبقًا ولا تزال تنفذه في أرجاء الضفة، من قتل للمدنيين واعتقالات ومصادرة الأرض والتهويد، وكذلك في قطاع غزة دون أي مبرر لها ودون أي رادع دولي قانوني أو سياسي أو عسكري.

وحدّد "شعث" عدة أسباب وراء التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة المحتلة، في هذا التوقيت، ومن بينها صرف الأنظار عن جرائم الإبادة التي يرتكبها جيش الإحتلال في غزة، التي فشل فيها بتحقيق أهدافه المعلنة، وهي استعادة المحتجزين في القطاع.

كما يستهدف الاحتلال من خلال التصعيد العسكري ضد مدن الضفة إضعاف السلطة الفلسطينية ومرجعيتها منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الكيان السياسي الحقيقي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وكذلك، إفشال خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، التي أعلن عنها بقراره للذهاب إلى غزة لتوحيد شطري الوطن وإنهاء الإنقسام ووقف العدوان وإعمار غزة.

وأضاف : هناك أسباب شخصية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهي التغطية على فشله في الضربة الجوية الاستباقية التي أعلن عنها لردع حزب الله، وإعادة المستوطنين سكان الشمال على الحدود اللبنانية.

كما يسعى نتنياهو لإرضاء حلفائه المتطرفين في حكومة الاحتلال، الذين يرفضون مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وبالتالي تقوية ائتلافه وتعزيز مكانته السياسية واستعادة شعبيته في الداخل الإسرائيلي.

ولفت "شعث" إلى أن التصعيد العسكري الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، ينطوي على مخاطر كبيرة على مستقبل القضية الفلسطينية، في ظل استمرار الانقسام الفلسطيني والتباطؤ في تنفيذ اتفاق بكين، الذي مضى عليه أكثر من شهر دون تنفيذ، وفي ظل عجز المجتمع الدولي عن كبح جماح الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة.

وتشهد الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل منذ عام 1967 تصاعدًا في عمليات الاقتحام، لكن الوضع تصاعد أكثر منذ أن شنت إسرائيل حربها المدمرة والمتواصلة قبل 10 أشهر على قطاع غزة.

ووفق مصادر رسمية فلسطينية، فقد خلّفت الاعتداءات الإسرائيلية على سكان الضفة أكثر من 640 شهيدًا ونحو 5400 جريح منذ 7 أكتوبر الأول الماضي. كما تم اعتقال الآلاف من الفلسطينيين في مداهمات نفّذها جيش الاحتلال لمدن الضفة الغربية.

وشهدت الضفة الغربية المحتلة ارتفاعًا حادًا في أعمال العنف منذ 7 أكتوبر، وزيادة في أنشطة بعض المستوطنين الهادفة إلى "تهميش" الفلسطينيين هناك.

ويعيش نحو 3 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، التي يسكنها أيضًا 490 ألف إسرائيلي يعيشون في مستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي.