الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

أوكرانيا تواجه أزمة سكانية حادة.. معدل الوفيات يفوق المواليد بثلاثة أضعاف

  • مشاركة :
post-title
صورة تعبيرية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في ظل الحرب المستمرة والنزوح الجماعي، تواجه أوكرانيا تحديات ديموغرافية غير مسبوقة تهدد مستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، إذ كشفت بيانات حديثة عن تفاقم الأزمة السكانية في البلاد، بعدما بلغ معدل الوفيات ثلاثة أضعاف معدل المواليد، ما يشير إلى تدهور خطير في النمو السكاني للدولة الأوروبية المنكوبة بالحرب.

انخفاض حاد بمعدل المواليد

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، شهد النصف الأول من عام 2024 ولادة 87655 طفلًا فقط في أوكرانيا، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 9% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق، وتعتمد هذه الأرقام على بيانات وزارة العدل الأوكرانية التي نشرها موقع Opendatabotالمحلي.

وعزا الخبراء هذا الانخفاض الحاد في معدلات المواليد إلى عدة عوامل، أبرزها النزوح الجماعي للسكان هربًا من الحرب، وتردد النساء في الإنجاب خلال فترات الصراع، بالإضافة إلى الضغوط النفسية والاقتصادية الناجمة عن الحرب.

ارتفاع مقلق بمعدل الوفيات

في المقابل، سجلت أوكرانيا 250972 حالة وفاة خلال النصف الأول من عام 2024، وهو رقم يقترب من إجمالي الوفيات المسجلة في عام 2023 بأكمله والبالغة 258055 حالة، ما يشير إلى زيادة كبيرة في معدلات الوفيات، والتي يمكن أن تعزى إلى الخسائر البشرية المباشرة نتيجة العمليات العسكرية، وتدهور الخدمات الصحية وصعوبة الوصول إليها في مناطق الصراع، بالإضافة إلى الآثار غير المباشرة للحرب على الصحة العامة والرفاهية.

عاصفة مثالية

أكد باتريك جيرلاند، رئيس قسم تقديرات وإسقاطات السكان في الأمم المتحدة، في حديثه لصحيفة "نيوزويك"، أن أوكرانيا تواجه "عاصفة مثالية" من التحديات الديموغرافية. فبالإضافة إلى انخفاض معدلات المواليد وارتفاع الوفيات، تعاني البلاد من هجرة جماعية للسكان.

وأدت هذه العوامل مجتمعة إلى انخفاض عدد سكان أوكرانيا من 43.5 مليون نسمة في عام 2021 إلى 37.9 مليون في عام 2024، مع وجود نسبة كبيرة منهم في الأراضي التي تحتلها روسيا حاليًا.

مرحلة الإعمار

وحذر ماسيمو ديانا، ممثل صندوق الأمم المتحدة للسكان في أوكرانيا، من أن الأزمة الديموغرافية الحالية تشكل عائقًا كبيرًا أمام جهود إعادة إعمار البلاد في مرحلة ما بعد الحرب.

وأشار في تصريحاته لصحيفة "نيوزويك" إلى أن معدل الإنجاب انخفض إلى أقل من طفل واحد لكل امرأة، مما يهدد توفر القوى العاملة اللازمة لعملية إعادة البناء.

وأضاف ديانا: "نحن نميل إلى التركيز أكثر على الجانب المادي لإعادة الإعمار، مثل إعادة بناء المرافق المتضررة، لكن السؤال الأهم هو: من سيقوم بإعادة الإعمار ولمن؟"

تحد طويل الأمد

وتواجه أوكرانيا تحديًا كبيرًا في معالجة أزمتها الديموغرافية، إذ إن حل هذه المشكلة يتطلب سياسات طويلة الأمد قد لا تؤتي ثمارها لسنوات، ومن بين الحلول المقترحة تقديم حوافز مالية لتشجيع الإنجاب، ووضع برامج لاستقطاب الأوكرانيين المغتربين للعودة إلى وطنهم، بالإضافة إلى تحسين الخدمات الصحية والاجتماعية لدعم الأسر الشابة.

واختتم جيرلاند حديثه قائلًا: "نأمل أن ينتهي الصراع عاجلًا أم آجلًا.. ولكن بعد ذلك، سيكون التحدي الأكبر هو مدى عودة الأشخاص الذين غادروا البلاد".