مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، وترقب الرئيس الأمريكي المنتظر في نوفمبر المقبل، تتوالى استطلاعات الرأي ونتائجها التي تؤشر لما هو قادم، واستطاعت الديمقراطية كامالا هاريس، تصدّر استطلاعات الرأي على الجمهوري دونالد ترامب في ثلاث ولايات متأرجحة.
وفي آخر استطلاع لصحيفة "نيويورك تايمز" أظهر أن المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأمريكية كامالا هاريس تتقدم الآن على الجمهوري دونالد ترامب، في ولايات ميشيجان، ويسكونسن، بنسلفانيا، إذ حصلت الديمقراطية هاريس على نسبة تأييد تبلغ 50% في ميشيجان وكذلك في بنسلفانيا وويسكونسن، وينتهي الأمر بترامب الجمهوري بنسبة 46%.
ووفقًا للنظام الانتخابي المتبع في الولايات المتحدة، فإن الولايات الثلاث المكتظة بالسكان في الغرب الأوسط تعتبر مفتاح الفوز لكلا الحزبين، وغالبًا ما يتم تحديد الانتخابات الرئاسية الأمريكية فيما يسمى بالولايات المتأرجحة، التي لا يمكن حسمها بشكل واضح لأحد المعسكرين السياسيين.
هاريس.. سياسة مغايرة
وأدى دعم حكومة بايدن الأمريكية لتصرفات إسرائيل في قطاع غزة إلى احتجاجات ومقاومة في الولايات، وكان هذا صحيحًا بشكل خاص في ميشيجان بالنسبة لبعض الجماعات الأمريكية الإسلامية والعربية الأمريكية الليبرالية.
وكان نحو 200 ألف شخص في ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيجان غير مستعدين لدعم بايدن في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، مشيرين إلى سياسة غزة باعتبارها السبب.
واتخذت هاريس موقفًا علنيًا بشأن حقوق الإنسان للفلسطينيين وغيّرت لهجة الديمقراطيين، على الرغم من أنها لم تشر إلى أي اختلافات سياسية كبيرة مع بايدن بشأن هذه القضية.
أفضلية لترامب
ولا يزال من الممكن أن يتغير الكثير من الآن وحتى الانتخابات الرئاسية في الخامس من نوفمبر المقبل، ووفقًا للاستطلاع الجديد، يواصل الناخبون تفضيل ترامب في القضايا الرئيسية مثل الاقتصاد والهجرة، في حين تتقدم هاريس على ترامب بـ24 نقطة مئوية في مسألة من يمكن الوثوق به أكثر في قضية الإجهاض.
وأعرب الكثيرون عن ارتياحهم منذ انسحاب بايدن البالغ من العمر 81 عامًا من السباق إلى البيت الأبيض، وسط حماس كبير بترشيح كامالا هاريس.
ميشيجان.. أغلبية عربية
حسمت ولاية ميشيجان المرشح الرئاسي الفائز في آخر اقتراعين، وعلى الرغم من دعم بايدن في عام 2020، إلا أنه واجه قبل انسحابه استياء من قِبل سكان الولاية ذات الأغلبية العربية، بسبب دعم الرئيس لإسرائيل خلال حرب ذلك البلد في غزة.
خلال الانتخابات التمهيدية الديمقراطية في ميشيجان في فبراير الماضي، اختار أكثر من 100 ألف ناخب خيار "غير ملتزم" في بطاقات اقتراعهم، بعد حملة شنها ناشطون يريدون من الحكومة الأمريكية وقف مساعداتها العسكرية لإسرائيل.
جدير بالذكر أن ميشيجان لديها أكبر نسبة من الأمريكيين العرب في البلاد، وبالتالي قد تذهب الأصوات للمرشح الذي يدين جرائم الاحتلال في غزة.
ويسكونسن.. الولاية الحاسمة
وينظر ترامب وهاريس، إلى ولاية ويسكونسن، بعين الاعتبار، لأهميتها في حسم الانتخابات مثل ما حدث في عامي 2016 و2020، بهامش يزيد قليلًا عن 20 ألف صوت في كل مرة.
ووصف ترامب تلك الولاية بأنها "مهمة حقًا.. إذا فزنا بولاية ويسكونسن، فسنفوز بالشيء بأكمله"، سيعقد المؤتمر الوطني الجمهوري الصيفي في مدينة ميلووكي.
واختارت هاريس ميلووكي، أكبر مدن الولاية، لاستضافة أول تجمع لها بعد دخول السباق الرئاسي.
بنسلفانيا.. وارتفاع التضخم
يعاني سكان بنسلفانيا، من التضخم، وتأثيره على أسعار البقالة ارتفعت بشكل أسرع في ولايتهم مقارنة بأي ولاية أخرى، حيث يُعتبر ما يصل إلى واحد من كل ثمانية أشخاص "غير آمنين غذائيًا".
أثبتت الولاية أنها محورية في انتخابات عام 2020، حيث دعمت بايدن في وصوله للبيت الأبيض، ويضر التضخم المرتفع هاريس في جميع أنحاء الولايات المتحدة، كونها نائب الرئيس الحالي جو بايدن، ومشاركة في السياسة الاقتصادية للبلاد.
سعى ترامب إلى مهاجمة خصمه الجديد كامالا هاريس، من خلال ربطها باقتصاد بايدن.