الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"أصابع خارجية".. اتهامات لإيران باختراق حملة ترامب

  • مشاركة :
post-title
دونالد ترامب خلال أحد لقاءاته الانتخابية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

أعلنت الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مساء أمس السبت، أن بعض اتصالاتها الداخلية تعرضت "للاختراق"، بعد اكتشاف أن صحيفة "بوليتيكو" بدأت في تلقي رسائل إلكترونية من حساب مجهول، تحتوي على وثائق من داخل الحملة.

وحسب الصحيفة، ألقت الحملة باللوم على "مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة"، مستشهدة بتقرير صادر عن شركة "مايكروسوفت"، الجمعة يفيد بأن قراصنة إيرانيين "أرسلوا رسالة بريد إلكتروني احتيالية في يونيو إلى مسؤول رفيع المستوى في حملة رئاسية"، دون تحديد الحملة المستهدفة بالبريد الإلكتروني.

ورفض المتحدث باسم حملة ترامب، ستيفن تشيونج، القول ما إذا كان لديهم مزيد من المعلومات التي تثبت أن الحملة كانت مستهدفة من قبل إيران.

وقال: "تم الحصول على هذه الوثائق بشكل غير قانوني من مصادر أجنبية معادية للولايات المتحدة، بهدف التدخل في انتخابات 2024 وزرع الفوضى في جميع أنحاء عمليتنا الديمقراطية".

وأضاف: "في يوم الجمعة، وجد تقرير جديد من مايكروسوفت أن قراصنة إيرانيين اخترقوا حساب مسؤول رفيع المستوى في الحملة الرئاسية الأمريكية في يونيو 2024، وهو ما يتزامن مع توقيت اختيار الرئيس ترامب لمرشح لمنصب نائب الرئيس".

ورفض تشيونج القول ما إذا كانت الحملة على اتصال مع مايكروسوفت أو جهات إنفاذ القانون الأمريكية بشأن الاختراق، قائلًا إنها لن تناقش مثل هذه المحادثات.

اختراق كبير

في الثاني والعشرين من يوليو، بدأت "بوليتيكو" في تلقي رسائل إلكترونية من حساب مجهول. وعلى مدار الأسابيع القليلة الماضية، نقل الشخص -الذي استخدم حساب بريد إلكتروني على AOL وعرّف عن نفسه فقط باسم "روبرت"- ما بدا أنه اتصالات داخلية من مسؤول كبير في حملة ترامب.

وقد تم تضمين ملف بحثي أجرته الحملة عن رفيق ترامب، المرشح لمنصب نائب الرئيس، السيناتور عن ولاية أوهايو جيه دي فانس، يعود تاريخه إلى الثالث والعشرين من فبراير، في الوثائق.

ولفتت الصحيفة إلى أن "الوثائق أصلية"، وفقًا لشخصين على دراية بها، ووصف أحد الشخصين الملف بأنه "نسخة أولية من ملف فحص فانس".

كان ملف البحث عبارة عن وثيقة مكونة من 271 صفحة، تستند إلى معلومات متاحة للجمهور حول سجل فانس السابق وتصريحاته، مع تحديد بعضها -مثل انتقاداته السابقة لترامب- في الوثيقة على أنها "نقاط ضعف محتملة".

كما أرسل "روبرت" المجهول أيضًا جزءًا من وثيقة بحثية حول السناتور فلوريدا ماركو روبيو، الذي كان أيضًا من المرشحين النهائيين لترشيح نائب الرئيس. وقال إن لديه "مجموعة متنوعة من الوثائق تتنوع بين الوثائق القانونية والقضائية لترامب، إلى مناقشات الحملة الداخلية".

وعندما سُئل عن كيفية حصوله على الوثائق، أجاب: "أقترح عليك ألا تكون فضوليًا بشأن المصدر الذي حصلت منه عليها. أي إجابة على هذا السؤال ستضعني في موقف محرج، كما أنها تمنعك قانونيًا من نشرها".

وأشارت "بوليتيكو" إلى أنه "لم يتضح بعد نطاق المعلومات التي حصل عليها القراصنة، لكنها تمثل خرقًا أمنيًا كبيرًا لحملة ترامب".

دونالد ترامب ونائبه المحتمل جيه دي فانس
اتهام إيران

في الشهر الماضي، ظهرت تقارير تفيد بأن مجتمع الاستخبارات الأمريكي تلقى أدلة متزايدة، تشير إلى أن إيران "تعمل على مؤامرات لقتل دونالد ترامب، ردًا على قراره باغتيال العسكري الإيراني قاسم سليماني في عام 2020". بينما لا يوجد ما يشير إلى أن مطلق النار الذي استهدف ترامب في تجمع جماهيري الشهر الماضي كان مرتبطًا بالمؤامرة.

وفي بيانه يوم السبت، أشار تشيونج إلى تلك التقارير، قائلًا: "يعلم الإيرانيون أن الرئيس ترامب سيوقف حكمهم الإرهابي تمامًا كما فعل في السنوات الأربع الأولى من وجوده في البيت الأبيض".

قبل هذا بأعوام، وفي عام 2016، تعرضت حسابات كبار المسؤولين في الحزب الديمقراطي للاختراق قبل الانتخابات الرئاسية. وأدى الاختراق إلى تسريب رسائل إلكترونية محرجة توثق الأعمال الداخلية للحزب وحملة المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون.

في وقت لاحق، اتهم مسؤولو الأمن القومي الأمريكيون روسيا بتدبير هجمات القرصنة. وتم نشر العديد من رسائل البريد الإلكتروني هذه لاحقًا على موقع ويكيليكس، في الفترة التي سبقت الانتخابات، بهدف إحراج كلينتون.

وفي عام 2017، أطلقت وزارة العدل الأمريكية تحقيقًا في التدخل الروسي في الانتخابات، والدور الذي لعبه مساعدو ترامب في جهود القرصنة.

وفي النهاية خلص المستشار الخاص روبرت مولر، إلى أنه يفتقر إلى أدلة كافية لتوجيه اتهامات جنائية ضد ترامب أو حملته بتهمة التآمر مع الروس.

ومع ذلك، فقد وصف مولر حملة ترامب بأنها "شجعت على القرصنة، وكانت حريصة على الاستفادة من المواد المسربة"، وتناول "جهودًا كبيرة من جانب ترامب وبعض حلفائه أعاقت قدرة المحققين على الحصول على اتصالات وشهادات رئيسية، ربما كانت لتسلط المزيد من الضوء على هذه المسألة"، كما ذكرت الصحيفة.