قرّر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي "هرتسي هاليفي" تعيين عميد يُدعى "باراك حيرام" قائدًا جديدًا لفرقة غزة والذي تمت المصادقة عليه سابقًا.
القائد الجديد
ووفقًا لصحيفة "ذا تايمز أوف إسرائيل" العبرية، سينهي "باراك حيرام" دوره كرئيس حالي للفرقة 99 في الأيام المقبلة، ليتسلم رئاسة فرقة غزة في تاريخ سيتم تحديده لاحقًا.
و"فرقة غزة" فرقة عسكرية في جيش الاحتلال الإسرائيلي تحمل الرقم "643"، وتعمل تحت إمرة المنطقة العسكرية الجنوبية، ومقرها قاعدة رعيم التي تبعد عن قطاع غزة 7 كيلومترات، وتكمن مهمتها في حراسة الحدود المتاخمة لقطاع غزة وإدارة عمليات الاغتيال وتدمير الأنفاق التي تكتشفها في غلاف غزة، وتضم لواءين: شمالي وجنوبي.
ويحل "حيرام" محل "آفي روزنفيلد"، الذي أعلن استقالته الشهر الماضي بسبب دوره في الإخفاقات التي أدت إلى هجوم حماس المباغت في 7 أكتوبر.
وتم تأجيل تعيين "حيرام"، بعد إصداره أوامر بقصف منزل عائلة إسرائيلية في واقعة كيبوتس بئيري خلال هجوم 7 أكتوبر. ووفقًا لمزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي، برأت تحقيقات تكتيكية أجراها الجيش حيرام من ارتكاب أية مخالفات.
استهدف عائلة إسرائيلية
وأثار "حيرام" الجدل في إسرائيل بعد الكشف بأنه أمر في 7 أكتوبر بقصف منزل في "كيبوتس بئيري" في مستوطنات غلاف غزة كانت تضم عائلة إسرائيلية مكونة من 13 فردًا وقُتل 12 منهم إثر القصف.
وزعم "حيرام" الذي أقر بارتكابه القصف في حديثه مع القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية، أن مسلحين فلسطينيين تبادلوا إطلاق النار مع جنود إسرائيليين قبل أن يأمر دبابة بقصف المنزل بقذيفة ما أدى إلى مقتل كل من فيه.
ووفقًا لصحيفة "هارتس" العبرية، التقى "حيرام" مع أقارب الإسرائيليين الذين قُتلوا في كيبوتس بئيري لأول مرة الثلاثاء الماضي، وقال زاعمًا: "لقد كان الوصول إلى هنا بمثابة الجحيم، كان هناك عدد كثير من المركبات وكذلك الجثث على الطريق، لم يبدو هذا وكأنه عمل أشخاص جاءوا لترك أي شخص على قيد الحياة".
وعقد الاجتماع في المنزل ذاته الذي تعرّض للقصف. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية تصريح "شارون كوهين" الناجية الوحيدة من الحادث أنه "كان اجتماعًا معقدًا لعدة أسباب. استمعنا إلى روايته، وتحمّل المسؤولية واعترافه بفشل الجيش ووعد بأنه سيبذل قصارى جهده لإعادة بناء الثقة".
وقال رون شفروني، أحد أقارب القتلى: "لم تكن المحادثة مع "حيرام" سهلة. كانت هناك أصوات مختلفة بين أسر الضحايا الذين دعا بعضهم إلى استقالته".
وأضاف: "أغلق "حيرام" فمه عندما واجه بعض الانتقادات القاسية فيما يتعلق بالأوامر التي أصدرها. وتراجع عن إجراءات أعلن عنها صراحةً في وسائل الإعلام، وحاول كبح الغضب تجاهه في رغبته في تعيينه قائدًا لفرقة غزة على الرغم من اعترافه بالفشل الشديد، أثناء المحادثة"، مضيفا: "لا يمكن لأي محادثة مهما كانت صادقة أن تعيد أحباءنا".
تفجير جامعة
وأفاد موقع "واينت" العبري في شهر مارس الماضي، بأن "حيرام" تلقى مذكرة تأنيبية من قيادة الجيش الإسرائيلي بشأن تفجير جامعة بغزة.
وذكر أن "حيرام" أمر بتفجير جامعة الإسراء في منطقة مدينة غزة من تلقاء نفسه ولم ينقل قراره عبر القنوات المعتادة أي أنه لم يبلغ القائد العام بقراره أولًا، زاعمًا وجود إرهابيين في الأنفاق تحت الجامعة.
ولفت "واينت" إلى أن التعليمات واضحة بتحديد من يأذن بتفجير وهدم المباني الحكومية والعيادات وغيرها من المؤسسات في الحرب على غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له وقتها إن عملية تفجير المبنى تم دون الحصول على الموافقات المطلوبة، وبناء على نتائج التحقيق أحيلت الحادثة إلى آلية التحقيق في هيئة الأركان العامة وهي هيئة مستقلة للتحقيق في الأحداث غير العادية في الحرب.
من هو؟
ولد "حيرام" عام 1979 ونشأ في حيفا، والتحق بالجيش الإسرائيلي عام 1997 حيث بدأ خدمته في دورة الطيارين، ومن ثمّ شارك في القتال في حرب لبنان.
وفي 1 سبتمبر 2016، تمت ترقيته إلى رتبة عقيد وتعيينه قائدًا للواء الجولان، وهو المنصب الذي شغله حتى 15 يوليو 2018.
وفي عام 2019، تم تعيينه قائدًا لمركز التدريب بالذخيرة الحية في الجيش الإسرائيلي، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 2020. وفي 2 أغسطس 2020، تم تعيينه قائدًا للواء جولاني، وخدم في هذا المنصب حتى 18 يوليو 2022. وفي 11 أغسطس 2022، تمت ترقيته إلى رتبة عميد وتعيينه قائدًا للفرقة 99 مشاة.