في ظل الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة، أُسدل الستار مساء أمس الاثنين، على فعاليات النسخة الثامنة لمهرجان القدس السينمائي الدولي، برئاسة الدكتور عز الدين شلح، بالتعاون مع وزارة الثقافة الفلسطينية وجمعية رؤية شبابية تحت شعار "مبدعون رغم اللجوء".
بدأ الحفل بالسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة حدادًا على أرواح الشهداء، كما حرصت مقدمة الحفل على توصيل رسالة للعالم بثلاث لغات "العربية والإنجليزية والفرنسية" عن غزة وشعبها وعشقه للحياة، وبأن هذا المهرجان هو استمرار للحياة.
منحت إدارة المهرجان جائزة النقاد للمخرجة الفلسطينية مي المصري وجائزة السيناريو للروائي الفلسطيني يحيى يخلف، لدورهما في إثراء السينما والرواية الفلسطينية.
وحرصت إدارة المهرجان على تقديم شهادات مشاركة وتقدير لعشرة مخرجين، شاركوا بأفلامهم في هذه النسخة وهم هناء عليوة عن "فيلم لا"، رباب خميس عن فيلم "إعادة تدوير"، اعتماد وشح عن فيلم "تاكسي ونيسة"، مصطفى النبيه عن فيلم "قرابين"، وسام موسى عن فيلم "فرح ومريم"، علاء دامو عن فيلم "24 ساعة"، خميس مشهراوي عن فيلم "جلد ناعم"، أوس البنا عن فيلم "جاد وناتالي"، مهدي كريرة عن فيلم "صحوة" وباسل المقوسي عن فيلم "ليس للبيع".
مسؤولية كبيرة
وجّه عز الدين شلح، رئيس مهرجان القدس، شكره لكل العاملين في المهرجان، لدورهم الذي كان سبب نجاحه، بدءًا من اجتماع الإدارة مع المثقفين في دير البلح واتخاذ قرار بعقد المهرجان وحتى الختام.
وقال "عز الدين": "هذه الدورة استثنائية بكل تفاصيلها، فنحن كنا خائفين على أرواح المشاركين والجمهور، لأن في أي لحظة من الممكن أن يتم قصفنا من قبل الكيان المحتل، ولذلك كنا نحمل مسؤولية كبيرة على عاتقنا، خاصة أنه تم تدمير المقرات التي نقيم فيها المهرجان والمؤسسة التي بها جهاز المشروع الخاص بالعرض، وحين حاولنا التواصل مع المصور الذي وثق لنا الدورات الثلاث الأخيرة علمنا أنه تم استشهاده".
وأضاف: "كما لا نستطيع عرض الأفلام ليلًا خوفًا من القصف، ومن الصعب العرض نهارًا لعدم رؤية الشاشة، فاضطررنا لاختيار توقيت ما بين النهار والليل، وتمكنّا من إنهاء حفل الختام بسلام، فهذه النسخة رسالتها للعالم كله أن شعب فلسطين يحب الحياة ويستحق أن يعيش ورغم الظلام ينبعث النور".
شعب يستحق الحياة
ووصف رئيس المهرجان هذه الدورة أنها كانت تحديًا كبيرًا بالنسبة لكل القائمين على المهرجان، فكلهم كان لديهم إصرار على إقامتها لتوصيل رسالة لكل العالم، إذ يقول: "رسالتنا من هذه الدورة الاستثنائية، أننا شعب نحب ونعشق الحياة ومن حقه أن يعيش، ولا نريد أن يستمر الموت بهذه الطريقة ولا بد من وقف الحرب على الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ أعوام، فالسينما دليل على الحياة؛ لذا أصررنا على إقامة هذه النسخة رغم الصعوبات والمعاناة التي واجهتنا".
ويضيف:" للفن دور كبير في حياة الشعب الفلسطيني وقضيته ونضاله، فمن خلال الأغنية والشعر والسينما وكل هذه الأدوات الفنية نساعد القضية الفلسطينية ونخلق أمام العالم لغة إنسانية لهذا الشعب المناضل، ونحن كفنانين في فلسطين نوصل صوتنا ورسالتنا من خلال فننا، فالفن هو رسالة إنسانية بالدرجة الأولى".
يُشار إلى أن مهرجان القدس السينمائي أُقيم في غزة منذ عام 2009، لكنه توقّف بسبب الحروب التي عاناها القطاع، وعاد مرة أخرى عام 2017.