لم يكن لأي حدث أن يجسد صورة واقعية لمعاناة حقيقية يعيشها أهالي فلسطين مثل التي يقدمها مهرجان القدس السينمائي الدولي الذي ستنطلق نسخته الثامنة الاستثنائية مساء اليوم الخميس، فوق الركام وعلى المقابر ووسط خيام النازحين ومن داخل مركز إيواء في قلب الحرب التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على سكان قطاع غزة، وهو ما يثير مخاوف وتحديات ومخاطر تحيط بنسخته الجديدة مع تعمد قوات الاحتلال استهداف واقتناص وقصف كل المدنيين الأبرياء.
"المسافة صفر" انتشر هذا المصطلح قبل شهور مع قيام عدد من المخرجين الفلسطينيين بتوثيق الحرب من خلال أفلامهم السينمائية لتكون شاهدة على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، التي أودت بحياة آلاف الأبرياء، فقررت إدارة المهرجان تقديم عدد من الأفلام لمخرجين من قطاع غزة، وكان القاسم المشترك بين هؤلاء بينهم هي المعاناة وتقديم وثيقة واقعية للعالم تثبت الإبادة المتعمدة لأهالي القطاع.
22 فيلمًا قصيرًا ترصد قصصا حقيقية من حياة أهالي غزة، بقيادة المخرج رشيد مشهراوي، ليقول عز الدين شلح رئيس المهرجان لموقع "القاهرة الإخبارية": "المهرجان يقام في ظروف صعبة، حيث تم تصوير الأفلام في ظروف قاسية أيضًا، وكانت للمخرجين الـ 22 وهم من أبناء قطاع غزة، فنحن كل عام نقيم المهرجان في غزة، وسنطلق نسخته الجديدة اليوم من "المسافة صفر"، من قلب الحرب وسط الدمار الشامل من حولنا".
يشير عز الدين شلح إلى أن هناك الكثير من المعوقات والتحديات التي واجهت الحدث السينمائي ومنها تدمير المقر، والمعدات التي نعمل بها، واستشهاد مصور المهرجان، ولكننا حريصون على تقديم نسخته لتوصيل صوتنا للعالم.
يقدم المهرجان عددًا من الأفلام مثل "لا" للمخرجة هناء عليوة، "خارج الإطار" للمخرجة نداء أبو حسنة، "إعادة تدوير" للمخرجة رباب خميس، "سيلفي" للمخرجة ريما محمود، "فلاش باك" للمخرج إسلام الزريعي، "تاكسي ونيسة" للمخرجة اعتماد وشاح، "حمولة زائدة" للمخرجة آلاء أيوب، "قرابين" للمخرج مصطفى النبيه، "صدى" للمخرج مصطفى كلاب، "التغطية" للمخرج محمد الشريف، "فرح ومريم" للمخرج وسام موسى، " 24 ساعة" للمخرج علاء دامو، "جلد ناعم" للمخرج خميس مشهراوي، "الأستاذ" للمخرج تامر نجم، "جاد وناتالي" للمخرج أوس البنا، "عذرا سينما" للمخرج أحمد حسونة، "يوم دراسي" للمخرج أحمد الدنف، "تعويدة" للمخرج بشار البلبيسي، "صحوة" للمخرج مهدي كريرة، "ليس للبيع" للفنان التشكيلي باسل المقوسي و "جنة جهنم" للمخرج كريم ستوم.