أثارت إحدى لوحات حفل افتتاح أولمبياد باريس 2024 الـ12، سخط وغضب عدد كبير من السياسيين والكتاب ورواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تضمن ما اعتبره البعض تمثيلًا مستوحى من لوحة "العشاء الأخير" للمسيح لليوناردو دافنشي، وقطع رأس ملكة فرنسا "ماري أنطوانيت" وزوجة الملك لويس السادس عشر، وتصوير "ديونوسيس"، إله الخمر عند اليونانيين القدماء.
وجاءت العديد من ردود الفعل الغاضبة على خلفية ما قيل عنها إنها محاكاة للوحة "العشاء الأخير"، وتم وصف العرض بأنه إهانة للمسيحية.
وبينما تضمن حفل افتتاح الأولمبياد، عروضًا لمطربين مشهورين عالميًا، وعلى الرغم من كونها واحدة من أكثر الأحداث الرياضية الدولية احترامًا، أغضبت هذه العروض العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال الحفل، عُرِض مشهد تمثيلي قال البعض إنه مستوحى من لوحة "العشاء الأخير"، وانتقد رجل الأعمال الأمريكي "إيلون ماسك"، المحاكاة الساخرة، واصفا إياها بأنها "مسيئة للمسيحيين".
وأعربت ماريون ماريشال، العضوة الفرنسية في البرلمان الأوروبي، عن استيائها من عروض الحفل، وكتبت على حسابها بمنصة "إكس": "إلى جميع المسيحيين الذين يشاهدون حفل الافتتاح في جميع أنحاء العالم ويشعرون بالإهانة من هذه المحاكاة الساخرة للعشاء الأخير، اعلموا أن فرنسا ليست هي التي تتحدث، بل أقلية يسارية تسعى دائمًا لأي استفزاز".
وكتب آخرون: "أكثر من مليار شخص حول العالم يشاهدون حفل افتتاح الألعاب الأولمبية.. وهذا أفضل ما يمكن أن تقدمه فرنسا، رجل يرتدي ملابس خادشة للحياء ومحاط بنساء متحولات جنسيًا وامرأة بدينة ترتدي تاجًا عملاقًا".
وقال الأسقف "روبرت بارون" (كاهن كاثوليكي وكاتب أمريكي من مينيسوتا) إن "هذا الفعل كان رمزًا لمجتمع ما بعد الحداثة العلماني العميق الذي يرى في المسيحية عدوًا".
وكتب الصحفي الأمريكي "كايل بيكر" المقيم في تكساس على حسابه بوسائل التواصل الاجتماعي: "لقد أصبحت دورة الألعاب الأوليمبية في باريس فاسدة بالكامل، إذ امتلأ حفل الافتتاح بالسخرية من العشاء الأخير، وحتى الفارس الشاحب من سفر الرؤيا.. لقد أكدت الألعاب الأوليمبية أن المشاهدين المسيحيين غير مرحّب بهم".
وقال "كلينت راسل"، أحد مقدمى برامج "البودكاست" على حسابه على "إكس": "إنه جنون أن يتم افتتاح حدث عالمي بعرض يتم فيه الإشارة لرموز مسيحية برجال يرتدون ملابس نسائية".
وأضاف: "هناك 2.4 مليار مسيحي على الأرض ويبدو أن الألعاب الأولمبية أرادت أن تعلن بصوت عالٍ للجميع، منذ البداية أنهم غير مرحّب بهم".
وذكر "جوزيف د. ماكبرايد،" الرئيس التنفيذي لإحدى شركات المحاماة: "إنني أدعو الحكومات والزعماء الدينيين في جميع أنحاء العالم إلى إدانة هذا الهجوم على العقيدة الكاثوليكية".
ووفقًا لموقع "لايف منت"، ظهر في أحد العروض راقصون يمثلون مجتمع المتحولين جنسيًا، ما اعتبره رواد مواقع التواصل الاجتماعي إقحامًا لمسألة جدلية في أكبر حدث رياضي في العالم بهدف الترويج لها.
وكتب أحد الرواد على منصة "إكس": "الألعاب الأولمبية هي الحدث الرياضي الأكثر شهرة في العالم.. لماذا يوجد مجموعة من المتحولين جنسيًا في حفل الافتتاح؟.. نريد أن نشاهد التميز الرياضي، وليس هؤلاء"، في إشارة إلى الراقصين الذين يعبّرون عن فكر منحرف.
وجاء في منشور ناشط آخر: "رجل ملتحٍ شبه عارٍ يرقص بشكل استفزازي في حفل افتتاح الألعاب الأوليمبية في فرنسا.. لماذا يحاولون تطبيع هذه القذارة؟.. إلى أي مدى انحدر الغرب".
وتعليقًا على المشهد ذاته، قالت إحدى الناشطات: "يبدو أن حفل الألعاب الأولمبية لعام 2024 هو احتفال بالشيطانية والاعتداء على الأطفال".
أدى المغني والممثل الفرنسي الشهير "فيليب كاترين"، إحدى الأغنيات كجزء من تصوير ديونيسيس، إله الخمر والاحتفالات اليوناني.
وتعليقًا على تجسيد "ديونيسوس"، قال "ماسك": "لماذا يحدث مثل هذه العروض في الألعاب الأولمبية؟".
وانتقد أحد الباحثين العروض التي أقيمت في الحفل، قائلًا "إنه بينما تموت أوروبا ديموغرافيًا، واقتصاديًا، وتكنولوجيًا، رأيناها الليلة تموت ثقافيًا أيضًا".
وبررت اللجنة الأولمبية العرض قائلة إنه كان "تفسيرًا لإله الخمر والاحتفال اليوناني ديونيسوس، لجعلنا ندرك عبثية العنف بين البشر".
وقال متحدث باسم أولمبياد باريس: "من الواضح أنه لم تكن هناك نية أبدًا لإظهار عدم الاحترام تجاه أي مجموعة دينية أو معتقد، وكان الهدف من كل لوحة في حفل افتتاح باريس 2024 هو الاحتفال بالمجتمع والتسامح".
وأضاف: أنها ليست المرة الأولى التي يستوحى فيها الفنانون "الإلهام من لوحة ليوناردو دافنشي الشهيرة".