الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فقاعة أمنية.. باريس تؤمن قادة العالم في عشاء الأولمبياد بقيود صارمة

  • مشاركة :
post-title
أحد أفراد الأمن الفرنسي - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

تشهد العاصمة الفرنسية باريس، استعدادات أمنية غير مسبوقة استعدادًا لاستضافة ما يقرب من مئة من أقوى قادة العالم في حفل عشاء ضخم بمناسبة دورة الألعاب الأولمبية، في هذا السياق كشفت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية عن تفاصيل مثيرة حول الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها السلطات الفرنسية لضمان سلامة ضيوفها رفيعي المستوى.

قيادة عليا وحشد أمني ضخم

تحت إشراف مباشر من لوران نونيز، مدير شرطة باريس، تتحول العاصمة الفرنسية إلى ما يشبه الحصن المنيع، إذ أنه وفقًا لما أوردته الصحيفة الفرنسية، فإن آلافًا من رجال الشرطة وأفراد الأمن قد تم حشدهم لهذه المناسبة الاستثنائية. 

ويبرز دور جهاز "خدمة الحماية SDLP" بشكل خاص، إذ ينتشر أكثر من 300 من عناصره المتخصصين في الميدان، مدعومين بوحدة CRS 1، وهي وحدة من القوات المتنقلة مخصصة لمتابعة الشخصيات المهمة.

إجراءات مشددة منذ لحظة الوصول

تبدأ الإجراءات الأمنية المشددة منذ اللحظة الأولى لوصول الوفود إلى المطارات الفرنسية المختلفة، وتفصل "لو باريزيان" كيف يتم إخضاع جميع الأمتعة، باستثناء تلك الخاصة برؤساء الدول، للتفتيش الدقيق باستخدام الكلاب المدربة على كشف المتفجرات، كما تخضع السيارات الدبلوماسية للمواكب لنفس الإجراءات الصارمة.

وخلال الانتقال من المطارات إلى الفنادق، التي تخضع بدورها لعمليات تفتيش وإزالة ألغام دقيقة، تحظى الوفود بحماية مقربة تتناسب مع درجة الخطر المحتمل، وتكشف الصحيفة أن وحدة تنسيق مكافحة الإرهاب التابعة لجهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي، تتولى تحديد مستوى الخطر مسبقًا على مقياس من 4 إلى 1، حيث يمثل المستوى 1 أعلى درجات الحماية.

حماية استثنائية للرئيس الأوكراني

يحظى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي باهتمام أمني خاص، حسبما تفيد "لو باريزيان"، فطوال فترة إقامته في باريس، سيكون زيلينسكي محاطًا بإجراءات أمنية مشددة تشبه القلعة المتنقلة. 

وتفصل الصحيفة كيف ستتم مرافقة جميع تنقلاته بموكب من الدراجات النارية، بالإضافة إلى ثلاث سيارات حماية على الأقل.

وتكشف "لو باريزيان" عن تفاصيل مثيرة حول ترتيبات الحماية داخل السيارة المصفحة المخصصة لكبار الشخصيات، حيث سيكون الرئيس الأوكراني محاطًا بشرطي فرنسي مسلح من جهاز "خدمة الحماية SDLP " وعنصر أوكراني غير مسلح من الجهة الأخرى، في إجراء يعكس حساسية الوضع الأمني.

قيود صارمة على الأسلحة وإجراءات معقدة

تسلط "لو باريزيان" الضوء على القيود الصارمة المفروضة على حمل الأسلحة، فوفقًا للقواعد المعمول بها، يتعين على جميع الوفود التصريح بأسلحتها لوزارة الداخلية الفرنسية عبر قنوات السفارات. 

وتكشف الصحيفة أنه تم السماح للوفود الأجنبية بالتنقل مع عنصر واحد فقط مسلح.

وفيما يتعلق بموقع العشاء في اللوفر، تصف "لو باريزيان" الإجراءات الأمنية المعقدة التي وضعتها شرطة باريس، إذ تم إنشاء ثلاث دوائر أمنية حول الموقع للتحقق من حركة المرور، مع نشر آلاف من رجال الشرطة والأمن السري لتصفية حركة المرور ومراقبة المارة. 

كما خضع جميع العاملين في تنظيم الحفل لفحص أمني دقيق من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي.

فقاعة أمنية داخل قاعة العشاء

داخل قاعة العشاء نفسها، تصف "لو باريزيان" كيف سيتم إنشاء ما يشبه الفقاعة الأمنية حول طاولة الضيوف. 

وتشمل الإجراءات عمليات مكافحة الطائرات بدون طيار، وتشويش إشارات الهواتف المحمولة وأجهزة تحديد المواقع.

وفي لفتة تعكس مدى صرامة الإجراءات الأمنية، تكشف الصحيفة عن إجراء غير مسبوق يتمثل في تذوق طعام الضيوف قبل تقديمه، وذلك لاستبعاد أي احتمال للتسمم، ما يعيد إلى الأذهان ممارسات العصور الوسطى، لكنه يؤكد في الوقت نفسه على مدى جدية التهديدات الأمنية المحتملة.